رجلا من جديلة ، ولم يدخلها هو ، إلى بيت المقدس فافتتحها صلحا.
ثم أتاها عمر ومعه كعب فقال : يا أبا إسحاق الصخرة أتعرف موضعها؟ قال : أذرع من الحائط الذي يلي وادي جهنم كذا وكذا ذراعا ، وهي مزبلة ، ثم احفر فإنك ستجدها.
فحفروا (١) فظهرت لهم. فقال عمر لكعب : أين ترى أن نجعل المسجد؟ قال : اجعله خلف الصخرة ، فتجمع القبلتين قبلة موسى وقبلة محمد صلىاللهعليهوسلم. فقال : ضاهيت اليهودية والله يا أبا إسحاق ، خير المساجد مقدّمها. فبناه في مقدّم المسجد.
فبلغ أهل العراق أنه زار أهل الشام ، فكتبوا إليه يسألونه أن يزورهم كما زار أهل الشام. فهم أن يفعل فقال كعب : أعيذك بالله يا أمير المؤمنين أن تدخلها قال : ولم؟
قال : فيها عصاة الجن وهاروت وماروت يعلّمان الناس السحر ، وفيها تسعة أعشار الشرّ ، وكل داء معضل. فقال عمر رضياللهعنه : فهمت كل ما ذكرته غير الداء العضال فما هو؟ قال : كثرة الأموال هو الذي ليس له شفاء. فلم يأتها عمر.
أخبرنا أبو علي بن أشليها (٢) وابنه أبو الحسن علي قالا : أنا أبو الفضل بن الفرات ، أنا أبو محمد بن [أبي](٣) نصر ، أنا أبو القاسم بن أبي العقب ، أنا أحمد بن إبراهيم ، نا محمد بن عائذ ، نا مدرك بن أبي سعد عن (٤) يونس بن ميسرة بن حلبس قال : نزل المسلمون من البادية (٥) وهم أربعة وعشرون ألفا. فوقع فيهم الطاعون فذهب منهم عشرون ألفا وبقي أربعة آلاف. فقالوا : هذا طوفان وهذا رجز. فبلغ ذلك معاذا فبعث فوارس يجمعون الناس. وقال : اشهدوا المدارس اليوم عند معاذ ، فلما اجتمعوا (٦) قام فيهم وقال : أيها الناس والله لو أعلم أني أقوم فيكم بعد مقامي هذا ما تكلفت اليوم القيام فيكم. وقد بلغني أنكم تقولون هذا الذي وقع فيكم طوفان ورجز ،
__________________
(١) عن خع وبالأصل «فحفر».
(٢) عن المطبوعة ، وبالأصل وخع : «استلها».
(٣) عن خع.
(٤) بالأصل وخع : «بن» تحريف.
(٥) كذا بالأصل ، وفي خع : «وترك المسلمون من الجابية» وفي مختصر ابن منظور ١ / ٢٢٦ ونزل المسلمون الجابية.
(٦) بالأصل وخع : «اجتمع» والمثبت عن مختصر ابن منظور.