كثيرة كانت بأيدي أهلها يؤدون العشر ولا جزية عليها.
[فلما](١) أفضى الأمر إلى أبي جعفر عبد الله بن محمد أمير المؤمنين رفعت إليه تلك الأشرية ، وإنها تؤدي العشر ولا جزية عليها. وإن ذلك أضر بالخراج وكسره. فأراد ردها إلى أهلها. قيل له : قد وقعت في المواريث والمهور واختلط أمرها. بعث المعدلين إلى كور الشام سنة أربعين أو إحدى وأربعين. منهم : عبد الله بن يزيد إلى حمص ، وإسماعيل بن عياش إلى بعلبك في أشياء لهم. فعدّلوا تلك الأشرية على من هي بيده شري أو ميراث أو مهر ، فعدلوا ما بقي بيد (٢) الأنباط من بقية الأرض على تعديل مسمّى. ولم تعدل الغوطة في تلك السنة. وكان من كان بيده شيء [من تلك الأشرية](٣) من أهل الغوطة يؤدي العشر حتى بعث أمير المؤمنين عبد الله بن محمد هضاب بن طوق ومحرّز بن رزيق فعدّلوا الأشرية وأمرهم أن لا يضعوا على شيء من القطائع القديمة ولا الأشرية خراجا ، وأن يمضوها لأهلها عشرية ويضعوا الخراج على ما بقي منها بأيدي الأنباط.
قال : ونا ابن عائذ ، نا الوليد بن مسلم ، حدثني سليمان بن عتبة : أن أمير المؤمنين عبد الله بن محمد سأله في مقدمه الشام سنة ثلاث أو أربع وخمسين ومائة عن سبب الأرضين التي بأيدي أبناء الصحابة ويذكرون أنها قطائع لآبائهم قديمة.
فقلت : يا أمير المؤمنين إن الله تبارك [وتعالى](٤) لما أظهر المسلمين على بلاد الشام وصالحوا أهل دمشق وأهل حمص كرهوا أن يدخلوها دون أن يتم ظهورهم وإثخانهم في عدو الله. عسكروا في مرج بردا ما بين المزّة وبين مرج شعبان جنبتي (٥) بردى ، وكانت مروجا مباحة فيما بين أهل دمشق وقراها ليست لأحد منهم. فأقاموا بها حتى أوطأ الله المشركين ذلا وقهرا ، وأحيا كل قوم محلّتهم [وهيئوا](٦) فيها بناء فرفع ذلك
__________________
(١) زيادة عن مختصر ابن منظور.
(٢) كذا بالأصل ، وعلى هامشه : «بأيدي» ومثله في المختصر.
(٣) ما بين معكوفتين زيادة عن المختصر.
(٤) الزيادة عن خع.
(٥) بالأصل «خشي» وفي خع «خسى» وفي المختصر : «جنبي» والمثبت عن المطبوعة.
(٦) زيادة عن خع ومختصر ابن منظور.