قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

تاريخ مدينة دمشق [ ج ٢ ]

تاريخ مدينة دمشق

الاجزاء

تحمیل

تاريخ مدينة دمشق [ ج ٢ ]

24/423
*

رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إليهم يستألفهم بذلك حتى إذا كان [على ماء](١) بأرض جذام يقال لها السلاسل ، وبذلك سمّيت تلك الغزاة ذات السلاسل ، فلما كان عليه خاف فبعث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يستمده فبعث إليه أبا عبيدة بن الجرّاح في المهاجرين الأوّلين فيهم أبو بكر وعمر ، وقال لأبي عبيدة حين وجهه : «لا تختلفا» فخرج أبو عبيدة حتى إذا قدم عليه قال له عمرو : إنما جئت مددا إليّ فقال أبو عبيدة : لا ، ولكني على ما أنا عليه ، وأنت على ما أنت عليه. وكان أبو عبيدة رجلا لينا سهلا هينا عليه أمر الدنيا. فقال له عمرو : بل أنت مدد لي فقال له أبو عبيدة : لا يا عمرو إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «لا تختلفا» [٤٢٣] فإنك إن عصيتني أطعتك ، فقال له عمرو : فإني أمير عليك وإنما أنت مدد لي ، قال : فدونك فصلّ ، فصلّى عمرو بالناس.

قال : ونا يونس عن أبي معشر عن بعض مشيختهم أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «إني لأؤمر الرجل على القوم فيهم من هو خير منه لأنه أيقظ عينا وأبصر بالحرب» [٤٢٤].

حدّثنا أبو الحسن علي بن المسلم السلمي ـ لفظا ـ وأبو القاسم الخضر بن الحسين ـ قراءة ـ قالا : أنا أبو القاسم بن أبي العلاء ، أنا أبو محمد بن أبي نصر ، أنا أبو القاسم بن أبي العقب ، أنا أبو عبد الرّحمن ، نا محمد بن عائذ قال : فأخبرني الوليد بن مسلم ، عن عبد الله بن لهيعة ، عن أبي الأسود ، عن عروة قال : ثم غزوة عمرو بن العاص بذات السلاسل من مشارف الشام ، بعثه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في بليّ وهم أخوال العاص بن وائل ، وبعثه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فيمن يليهم من قضاعة وأمّره عليهم ، فخاف عمرو من جانبه الذي هو به ، فبعث إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يستمده فلما قدم رسول [عمرو على رسول الله](٢) صلى‌الله‌عليه‌وسلم يستمده ندب له المهاجرين. فانتدب أبو بكر وعمر في سراة من المهاجرين وأمّر عليهم أبا عبيدة بن الجرّاح ثم أمدّ بهم عمرو بن العاص ، وعمرو يومئذ في سعد الله وتلك الناحية من قضاعة فلما قدم مدد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم من المهاجرين الأوّلين وأميرهم أبو عبيدة بن عبد الله بن الجرّاح. قال عمرو : أنا الأمير وإنما أرسلت إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أستمده ، فأمدّني بكم. قال المهاجرون : أنت أمير أصحابك وأبو عبيدة أمير المهاجرين. فقال عمرو : إنما أنتم [مددا](٣) مددت به فأنا الأمير. فلما رأى أبو عبيدة

__________________

(١) عن هامش الأصل.

(٢) عن هامش الأصل وخع.

(٣) زيادة عن خع ، سقطت من الأصل.