والثاني : أصحاب الرقيم الذين هم بالروم اثنا (١) عشر رجلا أو ثلاثة عشر رجلا. والثالث : مرآة ببلاد الأندلس معلّقة (٢) على باب مدينتها الكبيرة ، فإذا غاب الرجل من بلادهم على مسافة مائة فرسخ في مائة فرسخ فإذا جاء أهله إلى تلك المرآة المنارة فقعد تحتها ونظر في المرآة يرى صاحبه بمسافة مائة فرسخ. والرابع : مسجد دمشق وما يوصف من الانفاق عليه. والخامس : الرخام والفسيفساء فإنه لا يدرى لهما موضع ، ويقال : إن الرخام كلها معجونة ، والدليل على ذلك أنها لو وضعت على النار لذابت.
وذكر إبراهيم بن أبي الليث الكاتب ـ وكان قدم دمشق سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة ـ في رسالة له قال : ثم أمرنا بالانتقال إلى البلد ، فانتقلت منه إلى بلد تمّت محاسنه ، ووافق ظاهره (٣) باطنه ، أزقته أزجة ، وشوارعه فرجة ، فحيث ما شئت شممت طيبا ، وأين سعيت (٤) رأيت منظرا عجيبا ، وأفضيت إلى جامعه فشاهدت منه ما ليس في استطاعة الواصف أن يصفه ، ولا الرائي أن يعرفه وجملته أنه بكر الدهر ، ونادرة الوقت ، وأعجوبة الزمان ، وغريبة الأوقات. ولقد أبقت أمية به ذكرا به يدرس ، ولا (٥) وخلفت أثرا لا يخفى ولا يدرس.
__________________
(١) بالأصل : اثني.
(٢) بالأصل وخع : معلق ، والصواب عن مختصر ابن منظور.
(٣) عن خع ، وبالأصل : ظاهر.
(٤) في الأصل وخع : أسعيت.
(٥) لقطة «ولا» سقطت من المطبوعة.