يا أمير المؤمنين؟ قال : بهذا البيت ، يعني المسجد ، لا أعلم على ظهر الأرض مثله أبدا [وبنبل الموالي ، فإن لهم موالي ليس لنا مثلهم ، وبعمر بن عبد العزيز ، لا يكون والله فينا مثله أبدا](١) ثم أتى بيت المقدس فدخل الصخرة. فقال : يا أبا عبيد الله وهذه رابعة.
قال : وأنبأنا ابن البرامي ، أنبأنا أحمد بن إبراهيم بن هشام (٢) ، حدثني أبي قال : لما دخل المأمون مسجد دمشق ومعه أبو إسحاق المعتصم ويحيى بن أكثم فقال : ما أعجب ما في هذا المسجد؟ فقال له أبو إسحاق : ذهبه وبقاؤه فإنا نهيّئه في قصورنا فلا يمضي به العشرون سنة حتى يتغيّر قال : ما ذاك أعجبني منه ، فقال يحيى بن أكثم : تأليف رخامه ، فإني رأيت فيه عقدا ما رأيت مثلها. قال : ما ذاك أعجبني. فقالا له : ما الذي أعجبك؟ قال : بنيانه على غير مثال متقدم.
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، قال : كتب إلينا أبو تمام علي بن محمد الواسطي يذكر أن أبا عمر بن حيّوية أخبرهم ـ إذنا ـ أنا محمد بن خلف ، أنبأنا الحسن بن إبراهيم بن الحسن الخوارزمي قال : سمعت أبي يقول : قال المأمون لقاسم التمام (٣) : اختر لي اسما حسنا أسمي به جاريتي هذه. قال : سمّها (٤) مسجد دمشق فإنه أحسن شيء.
كتب إليّ أبو عبد الله الفراوي ـ وقبل أن ألقاه ـ يخبرني عن أبي بكر أحمد بن الحسين الحافظ ، أنبأنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرني أبو تواب الذكر وهو أحمد بن محمد الطوسي ، أنبأنا أبو محمد بن المنذر بن سعيد ، أنبأنا أبو محمد جعفر بن أحمد ، قال : سمعت عبد الرّحمن بن عبد الله بن عبد الحكم يقول : سمعت الشافعي يقول : عجائب الدنيا خمسة أشياء : أحدها منارتكم (٥) هذه ، يعني منارة ذي القرنين ؛
__________________
(١) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن خع ومختصر ابن منظور ١ / ٢٥٩ واللفظ له ، فثمة بعض التحريف في خع.
(٢) الأصل وخع وفي المطبوعة : ملّاس.
(٣) الأصل وخع ، وفي مختصر ابن منظور ١ / ٢٥٩ التّمّار.
(٤) بالأصل وخع : «سميها» خطأ. والصواب عن المختصر.
(٥) بالأصل «متاذنكم» وفي خع : فنادتكم» والمثبت عن المختصر ١ / ٢٥٩.