عن عمرو بن مهاجر : ـ وكان على بيت مال الوليد بن عبد الملك ـ أنهم حسبوا ما أنفقوا ـ وقال القيسي (١) : ما أنفق ـ على الكرمة التي في قبلة مسجد دمشق فكان سبعين ألف دينار.
قال أبو قصيّ : وحسبوا ما أنفقوا على مسجد دمشق فكان أربع مائة صندوق ، في كل صندوق ثمانية وعشرون ألف دينار. وأتاه حرسيّه فقال : يا أمير المؤمنين إن أهل دمشق يتحدثون أنّ الوليد أنفق الأموال في غير حقها. فنادى بالصلاة جامعة. وخطب الناس فقال : ألا إنه بلّغني حرسيّ أنكم تقولون : إن الوليد أنفق الأموال في غير حقّها.
ألا يا عمرو (٢) بن مهاجر ، قم فأحضر ما تملك (٣) من الأموال من بيت المال. قال : فأتت البغال تدخل بالمال وتصب في القبّة على الأنطاع (٤) حتى لم يبصر من في الشام من في القبلة ، ولا من في القبلة من في الشام.
وقال (٥) : الموازين ، فأتت الموازين ـ يعني القبابين ـ فوزنت الأموال. وقال لصاحب الديوان : أحضر من قبلك ممن يأخذ رزقنا. فوجدوا ثلاث مائة ألف ألف في جميع الأمصار ، وحسبوا ما يصيبهم فوجدوا عنده رزق ثلاث سنين. ففرح الناس وكبّروا ، وحمد الله تعالى ، وقال : إلى ما يذهب هذه [زاد القيسي :](٦) الثلاث ، وقالا : السنين ـ قد أتى ـ وقال القيسي : قد أتانا ـ الله بمثله ومثله. ألا وإني رأيتكم يا أهل دمشق تفخرون على الناس بأربع خصال ، فأحببت أن يكون مسجدكم الخامس (٧). فانصرفوا شاكرين.
زاد ابن الأكفاني : داعين.
وقرأت على عبد الكريم ، عن عبد العزيز ، أنبأنا تمام ، أنبأنا أبو بكر البرامي ، أنبأنا محمّد بن أحمد بن هارون ، يعني العاملي ، أنبأنا خالد بن تبوك :
__________________
(١) كذا.
(٢) بالأصل وخع : «عمر» والصواب عن مختصر ابن منظور ١ / ٢٦٦.
(٣) في خع والمختصر : ما قبلك.
(٤) بالأصل : الأمطاع ، والمثبت عن المختصر.
(٥) بالأصل وخع : وقالت ، والمثبت عن المختصر.
(٦) الزيادة عن خع وهامش الأصل وبجانبها علامة صح.
(٧) بعدها في المختصر : فأحمدوا الله.