أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، وعبد الكريم قالا : أنبأنا عبد العزيز بن أحمد ، وعبد الوهاب الميداني قالا : أنبأنا أبو الحارث أحمد بن عمارة ، أنبأنا أحمد بن المعلّى.
قال تمام : وأخبرني يحيى بن عبد الله بن الحارث ، أنبأنا عبد الرحيم (١) بن عمر ، أنبأنا ابن المعلّى ، حدثني أحمد بن عبد الواحد ، أنبأنا أبو مسهر قال : عملت المقصورة لسليمان بن عبد الملك حين استخلف.
أنشدني بعض أهل الأدب لبعض المحدثين (٢) في جامع دمشق عمره الله :
دمشق قد شاع حسن جامعها |
|
وما حوته ربى ربائعها (٣) |
بديعة المدن (٤) في الكمال لما |
|
يدركه الطرف من بدائعها |
طيّبة أرضها مباركة |
|
باليمن والسعد أخذ طالعها |
جامعها جامع المحاسن قد |
|
فاقت به المدن في جوامعها |
بنية بالإتقان قد وضعت |
|
لا ضيّع الله سعي واضعها |
تذكر في فضله ورفعته |
|
أخبار (٥) صدق راقت لسامعها |
قد كان قبل الحريق مدهشة |
|
فغيّرته (٦) نار بلاقعها |
فأذهبت بالحريق بهجته |
|
فليس يرجى إياب راجعها |
إذا تفكّرت في الفصوص وما |
|
فيها تيقنت حذق راصعها |
أشجارها لا تزال مثمرة |
|
لا تذهب الريح في مدافعها (٧) |
كأنّها من زمرّد غرست |
|
في أرض تبر تغشى بفاقعها (٨) |
__________________
(١) بالأصل وخع : «عبد الرحمن» خطأ ، والصواب ما أثبت.
(٢) هو الصاحب صفي الدين كما في منتخبات تواريخ دمشق ٣ / ١٠٢٨ وانظر البداية والنهاية ٩ / ١٧٤ بتحقيقنا.
(٣) البداية والنهاية : مرابعها.
(٤) البداية والنهاية : الحسن.
(٥) البداية والنهاية : آثار.
(٦) البداية والنهاية : فغيرت ناره.
(٧) البداية والنهاية :
لا ترهب الريح من مدافعها.
(٨) البداية والنهاية : بنافعها.