فيها ثمار تخالها ينعت |
|
وليس يخشى فساد يانعها |
تقطف باللّحظ لا بجارحة |
|
الأيدي ولا تجنى (١) لبائعها |
وتحتها من رخامه قطع |
|
لا قطّع الله كفّ قاطعها |
أحكم ترخيمها المرخم (٢) قد |
|
بان عليها إحكام صانعها |
وإن تفكّرت في قناطره |
|
وسقفه بان حذق رافعها |
وإن تبيّنت حسن قبّته |
|
تحيّر اللبّ في أضالعها (٣) |
تخترق الريح في مخارمها (٤) |
|
عصفا فتقوى على زعازعها |
وأرضه بالرخام قد فرشت |
|
ينفسح (٥) الطرف في مواضعها |
مجالس العلم فيه متقنة (٦) |
|
ينشرح الصدر في مجامعها |
وكلّ باب عليه مطهرة |
|
قد أمن الناس دفع (٧) مانعها |
يرتفق الخلق (٨) من مرافقها |
|
ولا يصدّون عن منافعها |
ولا تزال المياه جارية |
|
فيها لما شق من مشارعها |
وسوقها لا تزال آهلة |
|
يزدحم الناس في شوارعها |
لما يشاءون من فواكهها |
|
وما يريدون من بضائعها |
كأنها جنة معجّلة |
|
في الأرض لو لا سرى فجائعها |
دامت برغم العدى مسلمة |
|
وحاطها الله من قوارعها |
__________________
(١) بالأصل وخع والبداية والنهاية : «تجتنى» أثبتنا رواية المطبوعة ٢ / ٣٩.
(٢) عن خع والبداية والنهاية وفي الأصل «الموخر».
(٣) في منتخبات تواريخ دمشق : أصانعها.
(٤) البداية والنهاية : منافذها.
(٥) عن البداية والنهاية وبالأصل وخع : بنفسج.
(٦) في خع والبداية والنهاية : مونقة.
(٧) عن البداية والنهاية وبالأصل وخع : رفع.
(٨) البداية والنهاية : الناس.