إسحاق بن عبد الرحيم دحيم أنبأنا هشام بن عمّار ، أنبأنا الوليد بن مسلم ، أنبأنا الأوزاعي ، عن حسّان بن عطية : أن ملكا من ملوك بني إسرائيل حضره الموت وأوصى الملك لرجل حتى يدرك ابنه. فكانوا يؤملون أن يدرك ابنه فتملكوه (١) ويكون مكان أبيه.
فأتى عليه فقبض. قال : فخرجوا (٢) عليه ، فلما خرج (٣) بجنازته وفيهم عيسى بن مريم عليهالسلام ، فدنا من أمه فقال : أرأيت إن أنا أحييت لك ابنك أتؤمنين بي وتتبعيني (٤)؟ قالت : نعم فدعا الله تعالى فجعلت أكفانه تتحلّل (٥) عنه ، استوى جالسا فقال هذا عمك (٦) بن الساحرة ، وطلبوه ، حتى انتهى إلى شعب النيرب (٧) فاعتصم منهم بقلعة (٨) على صخرة متعالية ، فأتاه [إبليس](٩) لعنه الله تعالى فقال : جئتك وما اعتذر إليك من شيء. هذا أنت لم تنافسهم في دنياهم ولا بشبر (١٠) من الأرض صنعوا بك ما صنعوا ، فلو ألقيت نفسك من هذا المكان فتلقّاك روح القدس فيذهب بك إلى ربك فنستريح منهم. فقال عيسى عليه الصلاة والسلام : يا غويّ ، الطويل الغواية ، إني أجد فيما علمني ربي تبارك وتعالى أن لا أجرّب (١١) ربي حتى أعلم أراض عني أم ساخط علي. قال : وزجره الله تعالى عنه. فأقبلت عليهم (١٢) أم الغلام ، فقالت : يا معشر بني إسرائيل كنتم تبكون وتشقون ثيابكم جزعا عليه ، فلما أحياه الله تعالى لكم أردتم قتله. قالوا : فما تأمرينا به؟ قالت : ايتوه [فآمنوا به](١٣). فأتوه ،
__________________
(١) الأصل وخع ، وفي المختصر ١ / ٢٧٧ «فيملكوه» وفي المطبوعة : فيملكونه.
(٢) في المختصر : فجزعوا.
(٣) كذا بالأصل وخع ، والصواب «فخرجوا» كما في المختصر.
(٤) الأصل وخع ، وفي مختصر ابن منظور : «وتتبعينني».
(٥) عن خع والمختصر ، وبالأصل : تتخلل.
(٦) في المختصر : «عمل» وخع كالأصل.
(٧) بالأصل وخع : «الترب» والمثبت عن المختصر.
(٨) عن المختصر وبالأصل وخع : نقلته.
(٩) عن خع والمختصر ، ساقط من الأصل.
(١٠) عن المختصر وبالأصل وخع : شبر.
(١١) عن المختصر ، وبالأصل وخع : جرب.
(١٢) في المطبوعة ٢ / ٩٨ عليه.
(١٣) زيادة عن مختصر ابن منظور.