قال هشام : سمعت الوليد بن مسلم يقول : سمعت سعيد بن عبد العزيز يقول : صعدنا في خلافة هشام بن عبد الملك إلى موضع دم ابن آدم نسأل الله تعالى سقيا فسقانا ، فأتانا مطر فأقمنا في الغار ستة أيام.
وقال ابن (١) مكحول : صعدت مع عمر بن عبد العزيز إلى موضع الدم يسألون الله تعالى سقيا فسقاهم.
وقال : إن معاوية (٢) خرج إلى موضع الدم يستسقون الله تعالى سقيا فسقاهم فلم يبرحوا حتى جرت الأودية.
وروي عن أحمد بن كثير قال : صعدت إلى موضع دم ابن آدم عليهالسلام في جبل قاسيون بدمشق. نسأل (٣) الله تبارك وتعالى الحج فحججت ، وسألته الجهاد فجاهدت ، وسألته الزيارة والصلاة في بيت المقدس وعسقلان وعكا والرباط في جميع السواحل فرزقت ذلك كله ، وسألته يغنيني عن الأسواق والبيع فرزقت ذلك. ولقد رأيت النبي صلىاللهعليهوسلم وأبا بكر وعمر رضياللهعنهما ، وهابيل بن آدم فقلت له : أسألك بحق الواحد الصمد ، وبحق أبيك آدم النبي عليه الصّلاة والسّلام هذا دمك؟ فقال : أي والواحد الصمد ، هذا دمي جعله الله تعالى آية للناس ، وإني دعوت الله عزوجل فقلت : اللهم ربّ أبي (٤) آدم وأمي حواء ، وهذا النبي المصطفى الأمي ، اجعل دمي مستغاثا لكل نبيّ وصدّيق ، ومن دعا فيه فتجيبه وسألك فتعطيه ، فاستجاب الله تبارك وتعالى دعائي وجعله طاهرا آمنا ، وجعل معه من الملائكة بعدد نجوم السماء يحفظونه من أتاه لا يرد (٥) إلّا الصّلاة فيه فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «قد فعل وزاد كرما وإحسانا ، وإني آتيه كل خميس وصاحباي وهابيل نصلي (٦) فيه فقلت : يا رسول الله ادع الله تعالى
__________________
(١) كذا بالأصل وخع «ابن مكحول» وسقطت «ابن» من المطبوعة.
(٢) كذا بالأصل وخع ، وفي المطبوعة : إن معاوية والمسلمين.
(٣) الأصل وخع ، وفي مختصر ابن منظور ١ / ٢٨٠ فسألت.
(٤) بالأصل وخع : «ابن» والمثبت عن مختصر ابن منظور ١ / ٢٨١.
(٥) في مختصر ابن منظور : لا يريد.
(٦) عن مختصر ابن منظور وبالأصل «يصلي» وسقطت العبارة بأكملها من خع مما أدى إلى اضطراب المعنى فيها.