قال : لقيت شيخا بدمشق قد جالس كعب الأحبار فقال : سمعت كعبا يقول : يتصل العمران ما بين [باب](١)
الجابية إلى البضيع (٢).
قال : سمعت جدي مصر (٣) بن العلاء يقول : إنه كان يعرف من رأس زقاق فذايا (٤) إلى قرية تعرف بواسط (٥) في الغوطة حوانيت ومنازل. وإن جده مطر بن العلاء حكى عن شيوخه : أن العمران يتصل بهذا حتى يصير سوق القمح في قرحتا (٦).
وسمعت بعض شيوخنا يحكي عن أبي القاسم علي بن محمد بن أبي العلاء ، عمن حدّثه أنه جلس على جسر نهر يزيد ليلة قعد بضعة عشر (٧) من قدور مما حمل إلى ساكني تلك البلد لكثرة من كان يسكن بها.
وبلغني أنه كان على نهر [يزيد](٨) رواشن مشرفة على النهر. وكان أكثر ظاهر البلد منازل للقبائل ، وقرى متصلة وأبنية (٩) متقاربة ، فخرب أكثر ذلك في الفتن والحروب والحصارات. وباد (١٠) أهلوه وتمادى عليه الخراب إلى الآن. وكل موضع حفر إلّا وجد فيه أثر العمارة من سائر نواحي البلد من قبليه وشرقيه وشاميه وغربيه والله يحرس ما بقي منها ويحميه بمنه ولطفه.
فمما سمي لنا من منازلها القبلية :
فندق بني عبد المطلب عند سوق (١١) الدواب اليوم.
__________________
(١) زيادة عن مختصر ابن منظور ١ / ٢٩٢.
(٢) جبل بالكسوة يسمى اليوم المضيع (معجم البلدان).
(٣) في خع ومختصر ابن منظور ١ / ٢٩٣ «مطر» وفي المطبوعة : مضر.
(٤) بالأصل وخع : «تدانا» والمثبت عن مختصر ابن منظور ، وفذايا قرى من القرى الدائرة في غوطة دمشق ، كانت في جنوب مقابر اليهود بدمشق.
(٥) قرية جنوبي دمشق بعد قرية فذايا.
(٦) من قرى الغوطة. (معجم البلدان).
(٧) عن خع ، وبالأصل : «بقعة عش» وفي المطبوعة : «فعد كثيرا من القدور».
(٨) الزيادة عن خع ومختصر ابن منظور ١ / ٢٩٣ ، وفي المطبوعة : على النهر رواشن.
(٩) عن مختصر ابن منظور وبالأصل : «وأسسه».
(١٠) عن مختصر ابن منظور ، وبالأصل «ونادا اهلموه».
(١١) عن خع وبالأصل «موت».