الأسدي (١) صاحب عمر بن الخطاب الذي ناداه به وهو بحلوان (٢) في حرب المجوس : يا سارية الجبل.
فهذا ذكر الدار (٣) التي لها ذكر ، وأصحابها صحابة لهم منزلة وقدر ، دون ما عداها من دور بني أمية ومن سواهم من الرعية ، التي يطول الكتاب بذكرها (٤) ولا سبيل إلى تحقيق أمرها لتغيرها عن أوضاعها ، لكثرة نواحيها وأصقاعها.
فأمّا ما كان من البنيان خارجا عن السور من الأبنية والدور والمنازل والقصور.
فقرأت بخط أبي الحسين الرازي :
أخبرنا أبو دقاقة أسلم بن محمد ، أنبأنا محمد بن هارون بن بكار بن بلال عن (٥) هشام بن عمّار ، أنبأنا صدقة بن خالد ، نا هاشم (٦) بن عفيف ، قال : حدثني راشد اليماني (٧) وكان من المصلّين العابدين : أنّ كعب الأحبار خرج من دمشق ومعه نفر يشيعونه فخرج من باب الجابية حتى إذا كان عند الثنيّة من دير بن أوفى وقف ثم نظر إلى خلفه ثم سار حتى جاوز الكسوة. فلما ودّعوه سألوه عن ذلك قال : أما نظري حين خرجت من باب الجابية ووقوفي على الثنية فإن البنيان يتصل إليها حتى يسير السائر في ضوء السراج حتى ينتهي إليها.
قال : وأخبرني محمد بن جعفر بن محمد ، أنبأنا أبي ، عن أبيه يحيى بن حمزة ، أنبأنا إسحاق بن يحيى بن عبد الله بن طلحة ، عن عبد الله بن ضمرة (٨)
__________________
(١) كذا بالأصل وخع ، انظر عامود نسبه في أسد الغابة ، ووقع بالأصل وخع «شاربة» بالشين المعجمة تحريف.
(٢) حلوان : عدة مواضع ، منها هذه حلوان العراق ، وهي آخر حدود السواد مما يلي الجبال من بغداد. (معجم البلدان).
(٣) كذا بالأصل وخع ، والصواب : الدور.
(٤) بالأصل وخع : ذكرها.
(٥) بالأصل وخع «بن».
(٦) في المطبوعة : هشام.
(٧) عن خع ، وبالأصل «الثماني».
(٨) غير واضحة بالأصل ، أثبتنا ما ورد في المطبوعة ٢ / ١٤٢.