حفظته ، ولا حفظت شيئا قط فنسيته.
قال (١) : وأنا أبو نعيم الحافظ قال : سمعت أبا عمرو بن حمدان يقول : سمعت أبا بكر أحمد بن إسحاق الضّبغي يقول : سمعت إبراهيم بن أبي طالب يقول : فاتني عن إسحاق بن إبراهيم الحنظلي من مسنده مجلس ، وكان يمليه حفظا ، فترددت إليه مرارا ليعيده عليّ فتعذر ، فقصدته يوما لأسأله إعادته وقد حمل إليه حنطة من الرستاق ، فقال لي : تقوم عندهم وتكتب وزن هذه الحنظلة فإذا فرغت أعدت لك الفائت قال : ففعلت ذلك ، فلما فرغت عرّفته ، وكان خرج من منزله ، فمشيت معه حتى بلغ باب المنزل ، فقلت له : فيما وعد من الفائت ، فسألني عن أول حديث من المجلس فذكرته له ، فاتكأ على عضادتي الباب فأعاد المجلس إلى آخره حفظا ، وكان قد أملى المسند كله من حفظه ، وقرأه أيضا من حفظه ثانيا كله.
أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو حازم الحافظ قال : سمعت بشر بن أحمد التّميمي يقول : سمعت داود بن الحسين البيهقي يقول : سمعت إسحاق بن إبراهيم الحنظلي يقول : دخلت على الأمير عبد الله بن طاهر وفي كمي تمر آكله فنظر إليّ الأمير فقال : يا أبا يعقوب إن لم يكن تركك للرياء من الربا فما في الدنيا أقل رياء منك.
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، نا وأبو منصور بن خيرون قالا : قال لنا أبو بكر الخطيب (٢) : إسحاق بن إبراهيم بن مخلد بن إبراهيم ، أبو يعقوب الحنظلي المروزي ، المعروف بابن راهويه. كان أحد أئمة المسلّمين ، وعلما من أعلام الدين ، اجتمع له الحديث والفقه ، والحفظ والصدق ، والورع والزهد ، ورحل إلى العراق ، والحجاز ، واليمن ، والشام ، فسمع جرير بن عبد الحميد الرازي ، وإسماعيل بن علّيّة ، وسفيان بن عيينة ، ووكيع بن الجرّاح ، وأبا معاوية ، وأبا أسامة ، ويحيى بن آدم ، وبقية بن الوليد ، وعبد الرّزّاق بن همّام ، والنظر بن شميل ، وعبد العزيز الدّراوردي ، وعيسى بن يونس ، وعبدة بن سليمان ، وأبا بكر بن عياش ، وعبد الوهاب الثّقفي ، ومعتمر بن سليمان ، ومحمد بن بكر البرساني (٣) ، وعبد الله بن وهب ، ومحمد بن
__________________
(١) تاريخ بغداد ٦ / ٣٥٤ وبغية الطلب ٣ / ١٣٩٨.
(٢) تاريخ بغداد ٦ / ٣٤٥ ـ ٣٤٦.
(٣) ضبطت عن الأنساب ، وهذه النسبة إلى برسان ، بطن من الأزد ، ترجم له السمعاني ترجمة قصيرة.