كله. فقال نهار بن توسعة :
تقلّون إن نادى لروع مثوّب |
|
وأنتم غداة المهرجان كثير |
ثم مرض أسد فأفاق إفاقة فخرج يوما فأتي بكمثرى أول ما جاء ، فأطعم الناس منه واحدة واحدة ، ثم أخذ كمثراة فرمى بها إلى خراسان دهقان هراة ، فانقطعت الدّبيلة فهلك. واستخلف جعفر بن حنظلة البهرانيّ سنة عشرين ومائة فعمل أربعة أشهر ، وجاء عهد نصر بن سيّار في رجب سنة إحدى وعشرين ومائة ، فقال ابن عرس العبدي (١) :
نعى أسد بن عبد الله ناعي |
|
فريع القلب للملك المطاع |
ببلخ وافق المقدار يسري |
|
وما لقضاء ربّك من دفاع |
فجودي عين بالعبرات سحّا |
|
ألم يحزنك تفريق الجماع |
أتاه حمامه في جوف صيغ |
|
وكم بالصّيغ من بطل شجاع |
كتائب قد يجيبون المنادي |
|
على جرد مسوّمة سراع |
سقيت الغيث إنّك كنت غيثا |
|
مريعا عند مرتاد النّجاع |
وقال سليمان بن قتّة مولى بني تيم بن مرّة وكان صديقا لأسد بن عبد الله (٢) :
سقى الله بلخا حزن بلخ وسهلها |
|
ومروي خراسان السّحاب المجمّما |
وما بي لتسقاه ولكن حفرة |
|
بها غيّبوا شلوا كريما وأعظما |
مراجم أقوام ومردي عظيمة |
|
وطلّاب أوتار عفرنا عثمثما |
لقد كان يعطي السّيف في الروع حقّه |
|
ويروى السنان الزاعبي المقوّما |
أخبرنا أبو سعد بن البغدادي ، أنا عمرو بن مندة ، أنا الحسن بن محمد بن أحمد بن يوه (٣) ، أنا أحمد بن محمد بن عمر ، نا أبو بكر بن أبي الدنيا حدثني محمد بن سهل الأزدي ، عن أبي عبد الرّحمن الطائي أخبرني الضحاك بن زميل قال : كنا عند خالد بن عبد الله فبكى حتى اشتدّ نحيبه ثم قال : رحم الله أخي والله ما مشيت نهارا قط وهو معي إلّا مشى خلفي ، ولا مشيت ليلا قط وهو معي إلّا مشى بين يدى ولا علا بيته قط وأنا تحته.
__________________
(١) الأبيات في الطبري ٧ / ١٤١.
(٢) الأبيات في الطبري ٧ / ١٤١.
(٣) ضبطت عن التبصير.