إلهي منحت الودّ مني بخيلة (١) |
|
وأنت على تغيير ذاك قدير |
شفاء الهوى بثّ الجوى (٢) واشتكاؤه |
|
وإنّ امرأ أخفى الهوى لصبور |
فطرب لذلك طربا شديدا ثم قال : حقّ لك ، ثم أقبل على مخارق فقال : يا فاسق ما أنت والكلام ، وأمر لي بمائة ألف درهم وخلعة ، وأمر لمخارق بعشرة آلاف درهم ، فبلغ ذلك إسحاق بن خلف فأنشأ يقول :
إن جئت ساحته تبغي سماحته |
|
بلّتك (٣) راحته بالوبل والدّيم |
ما ضر زائره الراجي لنائله |
|
إن كان ذا رحم أو غير ذي رحم |
فعاله كرم وقوله نعم |
|
بقوله نعم قد لجّ في نعم |
أخبرنا أبو السعادات أحمد بن أحمد [بن عبد الواحد المتوكلي ، أنا أبو بكر](٤) [الخطيب نا أبو عمر محمد بن العباس](٥) بن زكريا بن حيّويه الخزاز ، نا أبو بكر محمد بن القاسم الأنباري ، نا أحمد بن يحيى النحوي ، نا حمّاد بن إسحاق بن إبراهيم الموصلي ـ واللفظ في الروايتين مختلط ـ قال : دخلت على هارون الرشيد فقال لي : يا إسحاق أنشدني شيئا من شعرك فأنشدته :
وآمرة بالبخل قلت لها : اقصدي (٦) |
|
فذلك شيء ما إليه سبيل |
قال الخطيب : كذا رأيته بخط ابن حيّوية : أقصدي ، بالدال.
أرى الناس خلّان الجواد (٧) ولا أرى |
|
بخيلا له في العالمين خليل |
وإني رأيت البخل يزري بأهله |
|
فأكرمت نفسي أن يقال بخيل |
__________________
(١) بالأصل «بحيلة» والمثبت عن الجليس الصالح والأغاني.
(٢) عن الجليس الصالح وبالأصل «الجوب» ، وفي الأغاني : «الهوى».
(٣) في الجليس الصالح : تلقاك.
(٤) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن هامشه.
(٥) ما بين معكوفتين زيادة لازمة للإيضاح انظر الأنساب (الحيويي ـ الخزاز ـ المتوكلي) وانظر بغية الطلب لابن العديم ٣ / ١٤٢٩ ـ ١٤٣٠.
(٦) الأغاني ٥ / ٣٢٢ : «اقصرى».
(٧) الأغاني : الكرام.