أبو عبد الرّحمن محمد بن الحسين بن موسى السّلمي ، أنا الحسين بن أحمد الصّفّار ، نا محمد بن أبي علي الخلادي (١) ، نا محمد بن موسى السّمري (٢) ، نا حمّاد بن إسحاق الموصلي أنشدني أبي :
أخلّاي الأطايب حيث كانوا |
|
وما لي في الأخايب من خليل |
أخلّاي القليل بكلّ أرض |
|
وكلّ الخير في ذاك القليل |
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، نا وأبو منصور بن خيرون ، أنا أبو بكر الخطيب (٣) ، أنا محمد بن عبد الواحد الأكبر ، نا محمد بن العباس الخزّاز ، نا محمد (٤) بن عيسى المكي ، نا محمد بن القاسم بن خلّاد قال : قال إسحاق الموصلي (٥) : كان في قلب محمد بن زبيدة عليّ شيء ، فأهديت إليه جارية ومعها هدية ، فردّها فكتبت إليه :
هتكت الضمير بردّ اللّطف |
|
وكشّفت أمرك لي فانكشف |
فإن كنت تحقد شيئا مضى |
|
فهب للخلافة ما قد سلف |
وجد لي بالعفو (٦) عن زلّتي |
|
فبالفضل يأخذ أهل الشرف |
فلم يفعل (٧) ، فكتبت إليه :
أتيت ذنبا عظيما |
|
وأنت أعظم منه |
فخذ بحقك أو لا |
|
فاصفح بفضلك عنه |
فعاد إلى الجميل.
__________________
(١) بالأصل «الجلادي» والمثبت عن الإكمال ٤ / ٥٣٠ في الاستدراك.
(٢) ضبطت عن الاستدراك ، والإكمال ٤ / ٥٣٠ قال : وأما السمري بفتح السين المهملة والميم المخففة فهو محمد بن موسى السمري حكى عن حماد بن إسحاق الموصلي ، روى عنه أبو الحسين محمد بن أبي علي الخلادي.
(٣) تاريخ بغداد ٦ / ٣٤١.
(٤) في تاريخ بغداد : أحمد بن محمد بن عيسى.
(٥) الخبر في الأغاني ١٠ / ١٢٤ في ترجمة إبراهيم بن المهدي : وهو بين محمد الأمين وإبراهيم بن المهدي وليس مع إسحاق بن إبراهيم ، فوجد الأمين على إبراهيم فلما كان بعد أيام استرضاه بإرساله الجارية فاندفعت تغني بالشعر ، وذكر الأبيات.
(٦) الأغاني : بصفحك.
(٧) كذا بالأصل وتاريخ بغداد ، وأما في الأغاني قال : فسرّ محمد بها ، وبعث إلى إبراهيم فأحضره ورضي عنه وأمر له بخمسة آلاف دينار وتمم يومه معه ، ولم يذكر البيتين التاليين.