الشّاهجان (١) صغديّ (٢) ، ثم نزل الجزيرة والشام وسكن بغداد. وبلغني أنه قيل له : ما بال شعرك لا يسمعه أحد إلّا استحسنه وقبله طبعه قال : لأني لا أجاذب الكلام إلّا أن يساهلني عفوا ، فإذا سمعه إنسان سهل عليه استحسانه.
وبلغني عن أبي العباس المبرّد قال (٣) : كان أبو يعقوب الخريمي ، واسمه إسحاق بن حسّان ، جميل الشّعر مقبولا عند الكتّاب ، له كلام قويّ ، ومذهب مبسوط ، وكان يرجع إلى بيت في العجم كريم ، وكان رجلا من أبناء الصّغد ، وكان له ولاء في العرب ، في غطفان : وكان اتصاله بمولاه ابن خريم المرّي الذي يقال له : خريم الناعم ، وكان أبو يعقوب على ظرفه يرجع إلى إسلام وإلى وقار ، وذهبت عيناه بعد أن طلع من السبعين ، وله فيهما مراث جيدة ، يتجاوز أهل عصره وأمثال مضروبة ، وقناعة واعتصام.
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، وأبو منصور بن خيرون قالا : قال لنا أبو بكر الخطيب (٤) : إسحاق بن حسان بن قوهي. أبو يعقوب الشاعر المعروف بالخريمي. جزري نزل بغداد. وأصله من خراسان من أبناء الصّغد ، وكان متصلا بخريم بن عامر المرّي وآله فنسب إليه ، وقيل : كان اتصاله بعثمان بن خريم ، وكان قائدا جليلا ، وسيدا شريفا ، وأبوه خريم الموصوف بالناعم. فأما أبو يعقوب فشاعر محسن ، وله مدائح في محمد بن منصور بن زياد ، ويحيى بن خالد وغيرهما. ومراث لعثمان بن خريم وكان يتأله ويتدين ، وقال أبو حاتم السّجستاني : الخريمي أشعر المولدين ، وروى عنه شيئا من شعره ، أبو عثمان الجاحظ ، وأحمد بن عبيد بن ناصح ، وذكر أنهما سمعا منه.
قرأت على أبي محمد السّلمي ، عن أبي بكر الخطيب قال : أبو يعقوب إسحاق بن حسان بن قوهي الخريمي أحد الشعراء.
وقرأت على أبي محمد ، عن أبي نصر بن ماكولا ، قال (٥) : أما الخريمي ـ بضم
__________________
التبصير ٢ / ٥٠٠ وفيه : وأبو يعقوب الخريمي الشاعر ، واسمه إسحاق بن حسان بن قوهي ، من شعراء الدولة العباسية.
(١) مرو الشاهجان : هذه مرو العظمى ، أشهر مدن خراسان وقصبتها.
(٢) هذه النسبة إلى «صغد» وأبدلوا الصاد سينا «سغد» انظر معجم البلدان.
(٣) ليس في الكامل للمبرد ، والخبر نقله ابن العديم في بغية الطلب ٣ / ١٤٥٧ عن المبرد.
(٤) تاريخ بغداد ٦ / ٣٢٦.
(٥) الإكمال لابن ماكولا ٣ / ٢٤٣.