وعبد الله بن أحمد بن حنبل. واستوطن إسحاق نيسابور وبها كانت وفاته. وكان إسحاق بن منصور عالما فقيها ، وهو الذي دوّن عن أحمد بن حنبل ، وإسحاق بن راهويه المسائل في الفقه.
قال : وأنا القاضي أبو محمد الحسن بن الحسين بن رامين (١) الأسترآباذي ، نا أبو محمد عبد الرّحمن بن محمد بن جعفر الجرجاني ، نا عبد الملك بن محمد ، نا إسحاق بن إبراهيم قال : سمعت أحمد بن الربيع بن دينار ـ وهو من أصدقاء أحمد بن حنبل ـ قال : قال أحمد بن حنبل : بلغني أن الكوسج يروي عني مسائل بخراسان ، اشهدوا أني رجعت عن ذلك كله.
قال : وأخبرني الحسين بن محمد أخو الخلال ، نا أحمد بن محمد بن عمر أبو صادق القزّاز ـ باستراباذ ـ أنا أبو نعيم بن عدي الحافظ ، نا إسحاق بن إبراهيم مثله سواء. قال أبو نعيم : قلت لصالح بن أحمد بن حنبل : عندنا شيخ يروي حكاية عن أبي عبد الله أحمد بن حنبل أنه قال : قد رجعت عما رواه إسحاق الكوسج عني ، وذكرت له هذه الحكاية فقال لي صالح : إني قلت لأبي بلغني أن إسحاق بن منصور يروي بخراسان المسائل التي سألك عنها ، ويأخذ عليها الدراهم ، فغضب أبي من ذلك واغتمّ مما أعلمته فقال : يسألوني المسائل ثم يحدّثون بها ويأخذون (٢) عليها؟ وأنكر إنكارا شديدا. قال صالح : فقلت له : إن أبا نعيم الفضل بن دكين كان يأخذ على الحديث فقال : لو علمت هذا ما رويت عنه شيئا. قال صالح : ثم إن إسحاق بن منصور قدم بعد ذلك بغداد فصار إلى أبي فأعلمته أنه على الباب ، فأذن له ولم يتكلم معه بشيء من ذلك.
قال : وأنا محمد بن علي المقرئ أنا محمد بن عبد الله النيسابوري الحافظ قال : سمعت أبا الوليد حسان بن محمد يقول : سمعت مشايخنا يذكرون أن إسحاق بن منصور بلغه أن أحمد بن حنبل رجع عن بعض تلك المسائل التي علقها عنه ، قال : فجمع إسحاق بن منصور تلك المسائل في جراب وحملها على ظهره وخرج راحلا إلى بغداد ، وهي على ظهره ، وعرض خطوط أحمد عليه في كل مسألة استفتاه فيها ، فأقرّ له بها ثانيا ،
__________________
(١) في تاريخ بغداد : «أمين» تحريف.
(٢) في تاريخ بغداد : تسألوني ... تحدثون ... تأخذون.