الرّحمن محمد بن الحسين بن موسى السّلمي ، أنا جعفر بن محمد بن الحارث المراغي (١) ، نا أبو يعقوب إسحاق بن يعقوب الدّمشقي ، نا أحمد بن أنس بن مالك الدّمشقي ، نا إسحاق بن سعيد بن الأركون ، عن أبي مسلم سلمة بن العيّار ، عن عبد الله بن لهيعة عن مشرح بن هاعان عن عمرو بن العاص قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «قريش خالصة الله ، فمن نصب لها حربا ، أو فمن حاربها سلب ، ومن أرادها بسوء خزي في الدنيا والآخرة» [٢٢١١].
وبإسناده عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «من يرد هوان قريش أهانه الله عزوجل» [٢٢١٢].
أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز بن أحمد ـ لفظا ـ أنا تمّام بن محمد ـ إجازة ـ (٢) حدّثني أبي أبو الحسين حدّثني أبو يعقوب إسحاق بن يعقوب بن إسحاق (٣) بن عيسى بن عبيد الله المستملي ـ بدمشق ، من قرية يقال لها كفرسوسيّة ـ حدّثني أبو الحسين محمد بن أحمد بن إبراهيم بن يحيى القرشي الفهري المصري ـ بمصر ـ نا أبو محمد الربيع بن سليمان بن كامل المرادي ، حدّثني محمد بن إدريس الشافعي قال (٤) : دخلت (٥) اليمن وذهبت إلى صنعاء لأسمع من عبد الرّزّاق ، فمررت بباب دار وعليه شيخ كبير ، بين يديه هاون يدقّ فيه خبزا يابسا ، فقلت : ما هذا؟ قال : فتّوتا لزوجتي ، فقلت : إن حقّها لواجب عليك؟ فقال لي : إي وأبيك ، أقم لترى ذلك عيانا ، فأقمت ، فلم يكن بأسرع من أن أقبل خمسة مشايخ بيض الرءوس واللّحى كأن صورتهم صورة واحدة ، وكأنّما مسح على رءوسهم بكفّ واحدة ، فأكبّوا على الشيخ فقبّلوا رأسه ، وسلّموا عليه ، وأقاموا هنيئة فقال لهم : ادخلوا إلى أمّكم فسلّموا عليها ، فدخلوا إلى الدار. فقلت له : يا شيخ أهؤلاء ولدك منها؟ فقال : نعم ، فقلت : بارك الله لك فلقد رأيت قرّة عين! ثم هممت بالنهوض فقال لي : أقم لترى ما هو أعجب من ذلك ؛ فأقمت ، فلم يكن بأسرع من أن أقبل خمسة كهول نصف كأن صورتهم صورة واحدة ، وكأنما مسح على رءوسهم بكفّ واحدة ، فسلّموا على الشيخ وأكبّوا عليه فقبّلوا
__________________
(١) ضبطت عن الأنساب ، هذه النسبة إلى بلد مراغة ، بلد من بلاد أذربيجان.
(٢) رسمها غير واضح بالأصل والمثبت عن م.
(٣) سقطت من الأصل واستدركت على هامشه وبجانبه كلمة صح.
(٤) الخبر في «المحمدون من الشعراء» للقفطي ص ١٩٧ ـ ١٩٨ ط دمشق.
(٥) القفطي : رحلت إلى اليمن.