وليد هاجر وبع الميّاقة (١) |
|
واشتر منها جملا وناقة |
ثم ارمهم بنفسك المشتاقة |
فوجد غفلة من القوم عنه ، فخرج هو وعيّاش بن أبي ربيعة بن المغيرة ، وسلمة بن هشام بن المغيرة ، مشاة يخافون الطلب ، فسعوا حتى بلّحوا (٢) ، وقصّر الوليد فقال :
يا قدميّ ألحقاني بالقوم |
|
لا تعداني بسلا بعد اليوم |
فلمّا كان بحرّة الأضراس نكب فقال :
هل أنت إلّا إصبع دميت |
|
وفي سبيل الله ما لقيت (٣) |
فدخل على رسول الله صلىاللهعليهوسلم المدينة فقال : يا رسول الله خسرت وأنا ميّت ، فكفّنّي في قميصك واجعله مما يلي جلدي ، فتوفي وكفّنه رسول الله صلىاللهعليهوسلم في قميصه ، ودخل إلى أم سلمة وبين يديها صبيّ وهي تقول (٤) :
أبكي الوليد بن الولي |
|
د أبا الوليد بن المغيرة (٥) |
إن (٦) الوليد بن الول |
|
يد أبا الوليد كفى العشيرة |
قد كان غيثا في السن |
|
ين وجعفرا (٧) غدقا وميرة |
فقال : «إن كدتم لتتّخذون الوليد حنانا» ، فسمّاه : عبد الله [٢٢٤٣].
__________________
(١) بالأصل «المنياقة» والمثبت حسب الرواية المتقدمة ومختصر ابن منظور ٤ / ٣٤١.
(٢) بلحوا : أعيوا (القاموس).
(٣) الرجز في طبقات ابن سعد ٤ / ١٣٤ وفيه أنه لما كان الوليد بظهر الحرة عثر فانقطعت إصبعه فربطها وهو يقول ، وذكر الشعر.
(٤) بالأصل «وهو يقول» تحريف والصواب ما أثبت انظر ابن سعد ٤ / ١٣٣ و ١٣٤ ونسب قريش لمصعب الزبيري ص ٣٢٩ وأسد الغابة ٤ / ٦٧٩ وانظر في هذه المصادر المتقدمة الأبيات.
(٥) في نسب قريش :
يا عين بكّي للوليد بن الوليد بن المغيرة
(٦) في نسب قريش : مثل الوليد.
(٧) نسب قريش : وجعفرا خضلا وميرة.
وفي أسد الغابة : ورحمة فينا وميرة.
والجعفر : النهر الصغير ، وكذا الكبير الواسع. والميرة : الطعام يمتاره الإنسان ويجتلبه.