حبيب ، نا عبد الرّحمن بن يحيى بن إسماعيل ، نا الوليد بن مسلم ، نا سعيد بن عبد العزيز قال : أشرفت أم الدّرداء على وادي جهنم ومعها إسماعيل بن عبيد الله فقالت : يا إسماعيل اقرأ فقرأ : (أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّما خَلَقْناكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنا لا تُرْجَعُونَ) (١) (فَوَ رَبِّ السَّماءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ ما أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ)(٢) فخرّت على وجهها وخرّ إسماعيل على وجهه ، فما رفعا رءوسهما حتى ابتلّ ما تحت وجوههما من دموعهما (٣).
أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمد بن أحمد ، قالت : أنا أبو طاهر بن محمود ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، نا أبو الطّيّب محمد بن جعفر الزّرّاد المنبجي ، نا عبيد الله بن سعد الزّهري ، نا هارون بن معروف ، نا ضمرة ، عن رجاء ، عن معن التّنوخي وكان من أهل الكتاب ، فأسلم ـ قال : ما رأيت في هذه الأمة أزهد من اثنين : عمر بن عبد العزيز ، وإسماعيل بن عبيد الله المخزومي ـ وكان خال هشام بن عبد الملك ـ قال رجاء : وكان إذا انصرف من غزوة افترش ذراعه ، وكان هو وأم ولده وولده في بيت ودوابّه في ناحية البيت ، إسماعيل هو مولى بني مخزوم ، وبنو مخزوم أخوال هشام.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا محمد بن هبة الله ، أنا محمد بن الحسين ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب بن سفيان (٤) ، نا سعيد ، نا ضمرة ، عن رجاء ، قال : سمعت معنا (٥) التّنوخي يقول : ما رأيت في هذه الأمة زاهدا غير اثنين : عمر بن عبد العزيز ، وإسماعيل بن عبيد الله المخزومي ، وكان خالا لهشام بن عبد الملك ، فقال رجاء : كان إسماعيل بن عبيد الله إذا قبل (٦) من الصائفة افترش براذعه ، وكان هو وأم ولده ودوابّه في بيت واحد دوابه في ناحية. وهو وأم ولده في ناحية. قال وكان يقول : لو أن هذا الجدار يفجر عن قدير ما اذعت به. ـ يعني القدير : الطبيخ.
قال ضمرة : وسمعت من يذكر عن إسماعيل بن عبيد الله أنّه قدّم إلى رجل زبيبا ، فجعل يأكل ويطرح حبه فقال له : إن كنت شبعت. فاتركه.
__________________
(١) سورة المؤمنون ، الآية : ١١٥.
(٢) سورة الذاريات ، الآية : ٢٣.
(٣) الخبر في بغية الطلب ٤ / ١٧٠٠.
(٤) المعرفة والتاريخ ٢ / ٣٧٤ ـ ٣٧٥ وبغية الطلب ٤ / ١٧٠٠.
(٥) عن المعرفة والتاريخ وبالأصل «ملعنا».
(٦) المعرفة والتاريخ : قفل.