إلى الحول ثمّ اسم السّلام عليكما |
|
ومن يبك حولا كاملا فقد اعتذر (١) |
ثم ترك قبره ومضى وقال (٢) :
وقفت على قبر ابن ليلى (٣) فلم يكن |
|
وقوفي عليه غير مبكى ومجزع |
هل أنت ابن ليلى إن نظرتك رائح |
|
مع القوم أو غاد غداة غد معي |
فما كنت إلّا والها بعد زفرة |
|
على شجوها بعد الحنين المرجّع (٤) |
متى لا يجده ينصرف (٥) لطياتها |
|
من الأرض أو يرجع (٦) لإلف فتربع |
على الدهر فاعتب (٧) إنه غير معتب |
|
وفي غير من قد وارت الأرض فاطمع |
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالا : أنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنا أبو طاهر المخلّص ، أنا أحمد بن سليمان الطوسي ، نا الزّبير بن بكار ، حدّثني عمّي مصعب بن عبد الله ، أنشدني أبي لأرطأة بن سهية المرّي أبياتا مدح فيها ثابت بن عبد الله بن الزّبير على الدال ، فقلت لعمي : ما أعدّ أحدا يتقدّمني في معرفة شعر أرطأة بن سهية ، ولا أعرف هذه الأبيات ، ثم وجدت بعد ذلك في كتب إبراهيم بن موسى بن حديق (٨) وكان من الفقهاء العباد الفصحاء الرواة للآثار والأخبار والشعر : قال أرطأة بن سهية المرّي يمدح ثابت بن عبد الله بن الزبير فقال :
__________________
(١) البيت في ديوان لبيد ط بيروت ص ٧٩ من قصيدة يخاطب ابنته لما حضرته الوفاة ، مطلعها :
تمنى ابنتاي أن يعيش أبوهما |
|
وهل أنا إلّا من ربيعة أو مضر |
(٢) الأبيات في الأغاني ١٣ / ٤٠.
(٣) الأغاني : ابن سلمى.
(٤) البيت في الأغاني ١٣ / ٣٩.
وكائن ترى من ذات بث وعولة |
|
بكت شجوها بعد الحنين المرجّع |
(٥) الأغاني : لا تجده تنصرف ، وطياتها بدون تشديد الياء ، وقد نص صاحب اللسان (طوى) على تخفيف هذا الجمع في الشعر ، في قول الأعشى :
أجد بتيا هجرها وشتاتها |
|
وحب بها لو تستطاع طياتها |
أراد طيّاتها فحذف الياء الثانية.
(٦) الأغاني : تعمد.
(٧) الأغاني : عن الدهر فاصفح.
(٨) رسمها غير واضح بالأصل وفي م : صديف والمثبت عن مختصر ابن منظور ٤ / ٢٣٤.