إليه الخلافة دخل عليه ومعه عشرة من الشعراء ، فسلم عليه بالخلافة وقال له :
أتتك تزفّ زفاف العروس |
|
عن المسلمين فخذها هنيّا |
في قصيدة له ، فأمر لهم بكذا وكذا فرّق بينهم ؛ ثم عاش أبي حتى أدرك أبا جعفر فأتاه بقصيدته التي قالها في يزيد ، فأمر له بأربعة آلاف درهم ، فاستقلّها أبي ، وقال : عهد أمير المؤمنين بالفقر قريب.
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ـ قراءة ـ نا رشأ بن نظيف المقرئ ، أنا الحسن بن إسماعيل ، أنا أحمد بن مروان ، نا محمد بن عبد العزيز ، نا أحمد بن خالد ، عن أبي يوسف قال : سألت يوسف بن أسباط أترك أبوك مالا؟ قال : ترك أبي مائة ألف بالعراق لم آخذ منها شيئا.
قال أبو يوسف : كان يوسف بن أسباط يطحن الشعير بيده ، ويأكل ، ويغزو ولا يأخذ سهمه ولا يأكل منه.
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، عن أبي القاسم بن الفرات ، أنا عبد الوهاب الكلابي ، أنا أبو الحسن بن جوصا ، نا عبد الله بن خبيق قال : قال يوسف بن أسباط :
مات أبي وترك مائة ألف ما أخذت منها شيئا إلّا هذا المصحف ، وفي (١) نفسي منه شيء.
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا أبو محمد الصّريفيني ، أنا أبو القاسم بن حبابة ، نا أبو القاسم البغوي ، نا محمد بن هارون ـ وهو أبو نشيط ـ نا سعيد بن شبيب قال : سمعت يوسف بن أسباط يقول : كان أبي قدريّا وأخوالي روافض ، فأنقذني الله تعالى بسيفين.
وقال أسباط : يذكر غيبته عن قتل الوليد وأنّه لم يحضره وقد كان ذلك وبعد من المجلبين عليه والدّاعين إلى قتاله وقتله :
مررت بحيث قضى نحبه |
|
فكاد يشيّب منّي القذالا |
لذكري وقيعته إذ مضت |
|
ولم أك باشرت فيها قتالا |
فإن أك غيّبت عنها فما |
|
تغيّب قلبي ولا كان مالا |
__________________
(١) كذا وفي مختصر ابن منظور ٤ / ٢٦٣ : «وليس في نفسي ...».