روى عنه : أبو نصر بن الجبّان (١).
أنبأنا أبو محمد بن صابر السّلمي ، أنا أبو الحسين بن الحنّائي ، أنا أبو بكر الحداد ، أخبرني أبو نصر بن الجبّان ، حدّثني أبو يعقوب إسحاق بن أحمد الطائي ، نا أبو القاسم عبد الرّحمن بن إسحاق الزجاجي ، نا محمد بن القاسم الأنباري ، عن أبي القاسم العبدي قال : قال المأمون : بينما أنا أدور في بلاد الروم وقفت على قصر عادي مبنيّ من رخام أبيض ، كأن أيدي المخلوقين رفعت عنه تلك الساعة ، عليه مصراعان مردومان ، عليهما كتاب بالحميرية فطلبت من قرأه ، فإذا هو مكتوب : بسم الله الرّحمن الرّحيم :
ما اختلف اللّيل والنهار ولا |
|
دارت نجوم السّماء في الفلك |
إلّا بثقل النعيم عن ملك |
|
قد زال سلطانه إلى ملك |
وملك ذي العرش دائم أبدا |
|
ليس بفان ولا بمشترك (٢) |
قال : فأمرت بفتح المصراعين ، فدخلت ، فإذا أنا بقبة من رخام أبيض مكتوب حواليها مثل تلك الكتابة ، فقرئ فإذا هو مكتوب :
لهفي على مختلس |
|
في قبره محتبس |
قد عاش دهرا ملكا |
|
منعّما بالأنس |
لم ينتفع لما |
|
أتي بجنده والحرس |
وإذا داخل القبّة سرير من ذهب عليه رجل مسجّى حواليه ألواح من فضّة ، مكتوب على لوح منها عند رأسه بمثل الكتابة :
الموت أخرجني من دار مملكتي |
|
فاخترت مضطجعي من بعد تتريف |
لله عبد رأى قبري فأحزنه |
|
وخاف من دهره ريب التصاريف |
أستغفر الله من ذنبي ومن زللي |
|
وأسأل الله عفوا يوم توقيفي |
__________________
(١) ترجمته في سير الأعلام ١٧ / ٤٦٨.
(٢) لأبي العتاهية ، ديوانه ط بيروت ص ٣١٦ البيتان الأوّل والثاني.