وانما يتفطن له المتفطنون ، وهو عندنا وعند العامة نادر الوقوع ، بل لا أعلم أني وقفت مه على شئ.
وأما النقص فبأن يروي الرجل عن آخر ومعلوم أنه لم يلحقه أو لحقه ولم يرو عنه ، فيكون الحديث مرسلا أو منقطعاً.
وانما يتفطن له المتضلع بمعرفة الرجال ومراتبهم ونسبة بعضهم الى بعض.
وقد يقع من سهو الناسخ كثيراً ، كما وقع في كثير من التهذيب فتنبهنا له وأصلحناه من فهرست الشيخ الطوسي أو من باقي كتب الاحاديث.
ومما يعين على ذلك معرفة أصحاب الائمة عليهم السلام واحداً واحداً ، ومن لحق من الرواة الائمة ومن لم يلحقه.
وقد صنف أصحابنا في أصحاب الائمة عليهم السلام كتباً ذكروا فيها أصحاب كل امام ومن لحق منهم امامين أو اكثر.
وكتاب ابن داود رحمه الله في الرجال مغن لنا عن جميع ما صنف في هذا الفن ، وانما اعتمادنا الان في ذلك عليه.
ومطالعة الفهرست للشيخ الطوسي تفيد في ذلك فائدة جليلة ويفتح فهى باباً واسعاً.
(فصل)
من المهم على الفقيه في الاحاديث معرفة ناسخها ومنسوخا ، فان كثيراً من الاختلاف فيها وفي الاحكام انما نشأ من ذلك.
فقد روينا بطريقنا المتصلة عن محمد بن يعقوب عن عدة من أصحابنا عن احمد بن محمد عن عثمان بن عيسى عن ابى ايوب اخزاز عن محمد بن مسلم عن ابى عبد الله عليه السلام قال : قلت له : ما بال أقوام يروون عن فلان عن فلان