داود المنقري عن حفص بن غياث قال : قال لي أبو عبد الله عليه السلام : من تعلم العلم وعمل به دعي في ملكوت السماوات عظيماً (١).
(اصل)
وينبغي لطالب العلم والحديث أن يوقر شيخه ومن يسمع منه كل التوقير ، وأن يتأدب معه غايد الادب ، فان ذلك من اجلال العلم وأسباب الانتفاع والترقي فقد روينا عن محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى الععطار عن احمد بن محمد ابن عيسى عن الحسن بن محبوب عن معاوية بن وهب قال : سمعت ابا عبد الله عليه اسلام يقول : اطلبوا العلم وتزينوا معه بالحلم والوقار ، وتواضعوا لمن تعلمونه العلم وتواضعوا لمن طلبتم منه العلم ، ولا تكونوا علماء جبارين فيذهب باطلكم بحقكم (٢).
وبالجملة ينبغي أن يتحرى رضاه ما أمكن ، وان لا يطول عليه بحيث يضجره فقد روينا عن محمد بن يعقوب عن علي بن محمد بن عبد الله بن احمد بن محمد عن محمد بن خالد عن سليمان بن جعفر الجعفري عمن ذكره عن ابى عبد الله عليه السلام قال : كان يقول : ان من حق العالم ألاتكثر عليه السؤال ، ولا تأخذ بثوبه ، وإذا دخلت عليه وعنده قوم فلم عليهم جمعيعاً وخصه بالتحية دونهم ، واجلس بين يديه ولا تجلس خلفه ، ولا تغمز يعينك ولاتشر بيدك ، ولا تكثر من قول (قال فلان وقال فلان) خلافاً لقوله ، ولا تضجره بطول صحبته ، فانما مثل العالم مثل النخلة تنتظرها حتى يسقط عليك منها شئ ، والعالم أعظم أجراً من
__________________
١. الكافي ١ / ٤٤ ، وتمامه فقيل تعلم لله وعمل لله وعلم لله ..
٢. الكافي ١ / ٣٦.