على الله تعالى شهداء مرملين (١) بدمائهم لاجل اعلاء كلمة الحق من أيدي المنافقين والكفار من أعدائه.
فكيف يجترئ من يؤمن بالله واليوم الاخر ويحب الله ورسوله أن يسب كل الصحابة ، هذا مما لا يتوهمه عاقل في شأن مسلم.
وبهذا يحصل الجمع بين ما جاء في الكتاب العزيز من مدح الصحابة في قوله تعالى (محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار) (٢) الاية ، وبين ما جاء من النصوص عندنا وعندهم على ارتداد الصحابة وذمهم. والله ولي التوفيق.
تتمة :
وأما فضل خلص أصحاب الرسول (ص) بعضهم على بعض وفضل خلص أصحاب الائمة (ع) وفضل خلص أصحاب الرسول على خلص أصحاب الائمة فمما لم يقم على شئ منه دليل واضح وان كان قد ورد عن النبي صلى الله عليه وآله أحاديث في فضل اشخاص بخصوصهم من أصحابه وورد عن الائمة عليهم السلام أحاديث في فضل أشخاص من أصحابهم في أنفسهم وعلى غيرهم.
الا أن اكثر الاحاديث قد تعارض بمثلها ، وليس للبحث في تعيين ذلك كثير فائدة.
ونحن نعلم أن التفاضل بينهم انما كان بحسب التقى والاعمال الصالحة ، لقوله تعالى (لتعارفوا ان اكرمكم عند الله أتقاكم) (٣). وكذا الكلام فيمن كان من
__________________
١. رمل الثوب : لطخه بالدم.
٢. سورة الفتح : ٢٩.
٣. سورة الحجرات : ١٣.