ثم يسأل الله التوفيق لتحصيله ، وليستعمل الاخلاق الحميدة والاداب ، ثم يفرغ جهده في تحصيله ويغتنم امكانه ، ويبدأ بالسماع من أعلم وأتقى من يعلمه من الشيوخ ، فذا استوفى ما عنده أو غرضه منه طلب من عنده زيادة في أي قطر كان مقدماً الاقرب فالاقرب.
وذلك كان يستعمله الصدر الاول ، وأما الان فقد انحصر اكثر الاحاديث وأهمها في أصولنا الخمسة ، فالواجب الان كتابتها وتصحيحها وتكثير روايتها عن الشيوخ ما أمكن لتكثز عنده طرقها ويكون ذلك أروج للاتصال.
(اصل)
وينبغي لطالب العلم والحديث أن يستعمل ما يعلمه من أحاديث العبادات والسنن والاداب ، فان زينة العلم العمل ، وهو زكاته وسبب لقراره ، فقد روينا بأسانيدنا عن محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن محمد ابن سنان عن اسماعيل بن جابر عن ابى عبد الله عليه السلام قال : العلم مقرون الى العمل ، فمن علم عمل ومن عمل علم ، والعلم يهتف بالعمل فان أجابه والا ارتحال (١).
وروينا عنه عن عدة من أصحابنا عن احمد بن محمد بن خالد عن علي بن محمد القاشاني عمن ذكره عن عبد الله بن القاسم الجعفري عن ابى عبد الله عليه السلام قال : ان العالم إذا لم يعمل بعلمه زلت موعظته عن القلوب كما يزل المطر عن الصفا (٢).
وروينا عنه عن الي بن ابراهيم عن أبيه عن القاسم بن محمد عن سليمان
__________________
١. الكافي ١ / ٤٤.
٢. الكافي ١ / ٤٤.