قلت : ووجدت لأبي وَجْزة السعديّ بيتاً في العِهْو :
قرَّبن كلَّ صَلَخْدَى مُحْنِق قَطِمِ |
عِهْوٍ له ثَبَج بالنِّيِّ مضبورُ |
وقيل : جمل عِهْو ، نبيل الثَبَج لطيفه ، وهو شديد مع ذلك. قلت : كأنه شبه الجمل به لنحفته.
هيع : هاع يهيع رُوي عن النبي صلىاللهعليهوسلم أنه قال : «خير الناس رجل ممسك بعِنان فرسه كلّما سمع هَيْعة طار إليها».
قال أبو عبيد : قال أبو عبيدة : الهَيْعة : الصوت الذي تَفزع منه وتخافه من عدوّ.
قال : وأصل هذا الجزع ، يقال : رجل هاعٌ لاعٌ وهائِعٌ لائِعٌ إذا كان جباناً ضعيفاً ، وقد هاع يهيع هُيُوعاً وهَيَعاناً. وقال الطِرِمّاح :
أنا ابن حُماة المجد من آل مالك |
إذا جعلت خُور الرجال تهِيع |
وقال أبو عبيدة أيضاً : هاع الرجل يهاع إذا تهوّع أي قاء قَيْأ ، وهاع يهاع هَيْعاً إذا جاع هَيَعاناً ، وهاع يهيع إذا جَبُنَ.
وقال ابن بُزُرْجَ : هِعْت أهاع هَيْعاً من الحبّ والحزن والجزع ، قال وقالوا : هاع يهاع.
وقال ابن الأعرابيّ : الهاعُ الجَزُوع ، واللاع : الموجَع.
وقال اللِّحياني : هاع يهاع هَيْعة إذا جاع وهاع هَيْعوعة إذا تهوّع.
وقال أبو عبيد : قال أبو عمرو : الهائعة والواعية : الصوت الشديد ، قال : وهِعْت أَهَاع ، ولِعْت ألاع لَيَعاناً وهَيَعاناً إذا ضجِرت ، وقال عَدِيّ :
إذا أنت فاكهت الرجال فلا تَلَعْ |
وقل مثل ما قالوا ولا تتزنَّدِ |
وقال الليث : الهاعُ : سوء الحرص ، يقال هاع يهاعُ هَيْعة وهاعاً ، وأنشد لأبي قيس بن الأسلت :
الكَيْسُ والقُوَّة خير من ال |
إشفاق والفَهَّة والهاع |
وقال : رجل هاعٌ وامرأة هاعة ، قال : وهاع يَهُوع هَوْعاً وهُواعاً إذا جاءه القيء من غير تكلّف. وإذا تكلّف ذلك قيل : تهوَّع ، فما خرج من حلقه هُوَاعة ، ويقال : لأُهَوِّعَنَّه ما أكل ، أي لأستخرجنّه من حَلْقه ، ويقال أرض هَيِّعَةٌ : واسعة مبسوطة ، ورجل مُتَهَيِّع : حائر ، وطريق مَهْيَعٌ : مفعل من التَّهَيُّعِ وهو الانبساط ، قال ومن قال مَهْيَعٌ فَعْيَلَ فقد أخطأ ، لأنه لا فَعَيْل في كلامهم بفتح أوله ، قال : وانهاع السراب انهياعاً ، وطريق مَهْيَعٌ واضح ، وجمعه مهايع وأنشد :
* بالغَوْرِ يَهْدِيها طريق مَهْيَعُ *
قال : والهَيْعَة : سيلان الشيء المصبوب على وجه الأرض ، تقول هَاعَ يَهيعُ ، وماء هائع ، والرَّصَاص يَهيعُ في المِذْوَب.
وقال غيره : هاعت الإبل إلى الماء تَهيعُ إذا أرادته ، فهي هائعة.
وروي عن علقمة أنه قال : الصائم إذا ذَرَعَهُ القَيْء فليتمّ صومه ، وإذا تهوّع فعليه القضاء ، أي استقاء ، يقال : تهوّع نَفْسَه إذا قاء بنفسه كأنه يُخرجها. وقال رؤبة يصف