[٧٦] إن هدف المقاتلين المسلمين تحرير عباد الله من مجتمع الظلم ونظام الطاغوت أما هدف مقاتلي الكفار فهو من أجل استعباد الإنسان وجعله يرزح تحت نير الطاغوت ، وبطبيعة الحال الطاغوت ضعيف ، لأنه يقاوم ارادة الناس وفطرة الحياة وكلما يضع الطاغوت من خطط متينة فهي ضعيفة لأنها تعاكس طبيعة الحياة البشرية التي خلقها الله حرة.
(الَّذِينَ آمَنُوا يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقاتِلُوا أَوْلِياءَ الشَّيْطانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطانِ كانَ ضَعِيفاً)
ان أول ما يجب ان يتمتع به الناس المستضعفون والمقاتلون من أجلهم هو التحرر من خوف الطاغوت لان أكبر العوامل التي يعتمد عليها الطاغوت في استغلاله للناس هو تخويفهم وتحطيم معنوياتهم والا فما الطاغوت الا بشر مثل سائر البشر فكيف استطاع أن يستعبد آخرين؟ انما بخشية الناس منه ، وخوفهم الباطل قوته ، تلك القوة التي يحاول الطاغوت تضخيمها في أعين الناس ، فاذا تحررت الشعوب من رهبة الطاغوت ، واكتشفت انه هو الآخر بشر وضعيف ، وخططه واهية لاستطاعت أن تطرده وتسحقه.
ان شعوبنا المقهورة اليوم تخشى القوى الكبرى الطاغوتية لأن تلك القوى غسلت أدمغتنا ، فاذا تحررنا من خشيتها انتصرنا عليها ولذلك يذكرنا القرآن هنا ، ان كيد هؤلاء ضعيف ، وعلينا الّا نرهبهم.