بينات من الآيات :
الانضباط صمام الامان :
[٧٧] الحرب بحاجة الى أقصى درجات الاندفاع والفاعلية والجدية ولكن في حدود الخطة السليمة ، وإذا لم تكن الخطة السليمة تقود الحرب ، فان كل الاندفاع والفاعلية والجدية لا تعني شيئا ، لان غلطة استراتيجية واحدة ، قد تقضي على الكثير الكثير من الطاقات في لحظة واحدة.
والخطة السليمة بحاجة الى الانضباط الحديدي من قبل الجيش لقيادة هذا الانضباط الذي يتحدث عنه القرآن هنا بما يخص الحرب ولكنه يشمل أحوال السلم أيضا.
ان هذا لا يخضع لأهواء الناس ، بل لخطة القيادة ، أما ما على الناس فهو الاستعداد الدائم لخوض المعركة ، أذا نودوا إليها.
وهناك بعض الناس يطالبون بالحرب في وقت السلم ولكنهم يتقاعسون عنها حين يدعون إليها ويحذرون الناس خوفا على أنفسهم من الموت ، ويطالبون القيادة آنئذ بتأخير القتال ويحسبون ان التقديم والتأخير خاضع لاهوائهم ، والواقع ان مشكلة هؤلاء نفسية ، وتعود الى تشبثهم بالدنيا وزينتها.
(أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ)
يعني كفوا أيديكم عن القتال ، لان موعد القتال لما يحن ، اما الآن فهو موعد الصلاة رمز البناء الذاتي ، والزكاة رمز البناء الاجتماعي.
(فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتالُ إِذا فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللهِ أَوْ أَشَدَّ