(قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللهِ فَما لِهؤُلاءِ الْقَوْمِ لا يَكادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثاً)
لان عقدة الخوف من الموت ، والفرار من المسؤولية لا تجعلهم يفقهون الحديث وما وراءه من حقائق.
ان الخوف أكبر حجاب بين الإنسان والحقائق ، وكثير من الناس يبتعدون عن التوجيه ومراكزه ومصادره خشية ان يفقهوا ويعوا وتلزمهم المسؤولية ، وكثير منهم يكفرون برجال الله من النبيين والصديقين ، هربا من مسئولية طاعتهم.
بين الحسنات والسيئات :
[٧٩] الحسنات والسيئات مصدرهما المباشر هو الله الحكيم العليم ، فلا تقدر الحسنة ولا السيئة لبشر إلا وفق حكمة بالغة ، وهدف محدد ، وما الله بظلام للعبيد.
وهذه الفكرة التي وضعتها الآية السابقة تبين لنا عقلانية الكون ، وانه يسير وفق تدبير رشيد ويدبره رب قدير بحكمة ولهدف.
ويبقى سؤال : اذن لماذا تصيب البعض المصائب ، ويتمتع الآخر بالحسنات حينا؟! ولماذا تصيبنا الحسنات حينا ... والسيئات حينا آخر؟
ويجيب القرآن في هذه الآية عن هذا السؤال قائلا :
أما الحسنات فان الله حين خلق الناس أراد أن يرحمهم لا أن يعذبهم ، وقد وفر لهم كل وسائل الراحة والسعادة والرفاه. وهو لم يطالبنا بثمن مقابل نعمه التي لا تحصى ، ولذلك فان الحسنات من الله ويجب ان نشكره عليها ، أما السيئات فليست من الله بالرغم من انها تأتي من عند الله ، انها من نفس الإنسان فهو