وقبول اعماله الصالحة بلا تردد ، وعدم التدقيق في حسابه ، اما في الدنيا فتعني : فتح أبواب الحياة امامه ، لان الجهاد يربي صاحبه على التحكم في ذاته وفي الحياة ، ومن كان كذلك وفقه الله في الدنيا ، بالاضافة الى السمعة الطيبة التي يحصل عليها المجاهدون في المجتمع ، من هنا يصبحون موضع تقدير واحترام الجميع.
هذه هي مكاسب الجهاد درجات ومغفرة ورحمة ، لخصّها الله تعالى بقوله :
(دَرَجاتٍ مِنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً وَكانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيماً)
واجب المستضعفين
[٩٧] على الشعوب المستضعفة التي يتحكم فيها الطغاة بالاستبداد والظلم ، ويسلبون حريتها بالقوة ، عليها ان تثور ضد الطغاة ، وإذا لم تستطع الانتصار لنفسها في أرضها فعليها الهجرة الى ارض اخرى ضمانا لحريتها ، وبالطبع في ظل الدولة الاسلامية ستكون الأرض المسلمة معقل الحرية ، ومأوى المهاجرين الأحرار ، وعن طريق هجرة هؤلاء إليها تدعم قضيتهم ، لان الامة الاسلامية تحمل على عاتقها رسالة تحرير الشعوب المستضعفة ، وهؤلاء الأحرار المهاجرون سوف يزيدون من قوة الامة ، ويعجلون عملية تحرير أراضيهم من نير الطغاة والمحتلين.
والذين لا يهاجرون في سبيل الله الى موطن آمن ، ويبررون ارتكابهم للسيئات ، ومساهمتهم في ظلم أنفسهم وعدم الرد على المعتدين عليهم ، هؤلاء سوف يساقون يوم القيامة الى جهنم ، ذلك لان الظالم والمظلوم في الذنب سواء ، إذ كان بإمكان المظلوم دفع الظلم عن نفسه ولم يفعل.
(إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظالِمِي أَنْفُسِهِمْ)