يعفيهم الله من جزاء بقائهم في ارض الظلم.
(إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجالِ وَالنِّساءِ وَالْوِلْدانِ لا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلا يَهْتَدُونَ سَبِيلاً)
فهؤلاء قد يكونون رجالا أو نساء أو شبابا ، وهذا يعني ان الهجرة مفروضة على كل الرجال القادرين ، وكل النساء القادرات ، وكل الشباب القادرين ، وليس من الصحيح بقاء المرأة القادرة على الهجرة لان زوجها غير قادر ، أو بقاء الشاب لان والديه لا يستطيعان الهجرة.
ذلك لان الله سوف يحاسب كل واحد منا على عمله بشكل انفرادي ، ولا ينام اثنان في قبر واحد.
وانما يعفى هؤلاء عن جزاء الهجرة إذا لم يكونوا قادرين على دفع الظلم ، ولا على الهجرة من ارض الظلم ، فهم لا يستطيعون حيلة لمنع الظلم عن أنفسهم ، ولا يهتدون سبيلا للخروج من بلد الظالمين.
[٩٩] ولا يسقط واجب الهجرة عن هؤلاء بمجرد عدم الهجرة ، بل عليهم ان يهيئوا لأنفسهم وسائل القوة حتى يهاجروا ، أو يمنعوا الظلم عن أنفسهم ، ولذلك عبر القرآن عن سقوط واجب الهجرة عن هؤلاء بقوله (عسى) للدلالة على الاحتمال القوي دون التأكيد ، حتى لا ينام المظلومون على الظلم تحت تأثير مخدر الياس ، وتبرير عدم القدرة على الهجرة أو الثورة.
كلا فان الإنسان غير القادر عند نفسه ، قد يكون قادرا في الواقع لو تحرك متوكلا على الله ... قال الله تعالى :
(فَأُولئِكَ عَسَى اللهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكانَ اللهُ عَفُوًّا غَفُوراً)