الذين يخونون الناس ويأكلون حقوقهم ، وهؤلاء هم أصحاب مراكز القوى والعائلات الكبيرة ، وأصحاب الجاه العريض والثروة الطائلة.
حفظ الاستقلال مهمة القيادة
[١٠٦] المهمة الصعبة للقيادة هي : المحافظة على استقلالها امام الخائنين ، وترفعها عن اغراءاتهم ورشواتهم ومكائدهم ، وقدرتها بالتالي على أن تكون حاكمة بين الناس بالعدل.
ولصعوبة هذه المهمة أمر الله القيادة بالاستغفار ، إيحاء بأنها لو وقعت في شرك الخائنين «لا يسمح» فعليها أن تصحح مسيرتها بسرعة وتتوب الى الله.
(وَاسْتَغْفِرِ اللهَ إِنَّ اللهَ كانَ غَفُوراً رَحِيماً)
ان الاستغفار يعطي القيادة مناعة من الوقوع تحت تأثير مراكز القوى ، ويعطي القيادة شجاعة لتحدي الناس ، والخوف فقط من الله رب الناس أجمعين.
[١٠٧] (وَلا تُجادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتانُونَ أَنْفُسَهُمْ)
أي يخونون أنفسهم بارتكابهم الذنوب ، وعلى القيادة الرسالية ألا تهادن هؤلاء ولا تجمّل صورتهم القبيحة أمام الناس ، وتبرر للناس معاصيهم ، لأن الله لا يحب هؤلاء الذين لا يزالون يخونون أمانة الله الذي أمرهم بحفظ أجسامهم ، وعقولهم ، وكرامتهم من الإثم والخطيئة. فالزاني يخون الله في جسده ونسله وهما أمانتان لله على عاتقه ، وشارب الخمر يخون الله في جسده وعقله ، ولا عب القمار