مصغر من الشرك حيث لا يتكبر الشخص إلا إذا وضع نفسه في صف الإله ، ونسي انه ليس سوى مخلوق من خلق الله ، ولا ريب ان التكبر بدوره جذر لآلاف الجرائم. إذ أن الشخص الذي يتعالى على الناس لا يتورع عن القيام بأية جريمة ممكنة بحقهم ، والخضوع لبعض الناس ، واعتبار كلمتهم هي الحق الذي لا ريب فيه ، واتباع سيرتهم اتباعا مطلقا ، وبالتالي العبودية لهم نوع من الشرك بالله ، حيث يضع الخاضع سيده في صف الإله ، وينسى أنه ليس سوى بشر ضعيف ، وعبودية الآخرين جذر لآلاف الجرائم أيضا ، وهكذا سائر المعاصي الكبيرة والصغيرة إن هي إلا صور مصغرة عن الشرك بالله. تلك الضلالة البعيدة التي تجسد كل انحرافات البشر.
منشأ الشرك
[١١٧] والشرك بالله يبتدأ بفكرة القوى الغيبية الخارقة التي تسمى بالأرواح وتنقسم الى :
الملائكة وهي القوى الخيرة ، والأجنة وهي القوى الشريرة.
فالملائكة كانت تعبد في الجاهلية باعتبارها بنات الله سبحانه ، بينما كان الجن يعبد باعتباره أندادا لله ومنافسا لسلطته على الكون.
(إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا إِناثاً وَإِنْ يَدْعُونَ إِلَّا شَيْطاناً مَرِيداً)
والمريد أي المتمرد دائما عن إطاعة أوامر سيده والاعتقاد بالأرواح (الشريرة منها والخيرة) والاستعانة بها ، وجعل رموز حجرية لها في شكل أصنام تعبد ، وتقدّم إليها القرابين. كل تلك كانت أغلالا على طاقات البشر ، وقيودا تعطل انطلاقته في الحياة.