أي حين أداء حقوق الآخرين تزيدون عليها الى درجة الإخلاص ، وحين أخذ الحقوق منهم تتقون الله فلا تأخذون إلا ما علمتم أنه من حقكم.
تعدد الزوجات :
[١٢٩] على الرجل ألا يحرص في الزواج بأكثر من امرأة واحدة لأن الواجب الشرعي عليه يقضي آنئذ أن يعدل بينهما ، وبما أن ميل الشخص سيكون بالطبع الى الحسنى منهما ، فلذلك من الصعب أن يقيم العدل في التعامل معهما ، وسيؤدي ذلك بطبيعة الحال الى ترك واحدة منهما وإهمالها. حتى تصبح كالمعلقة فلا هي زوجة تتمتع بحقوق الزوجية ولا هي مطلقة فتكيّف حياتها حسب ارادتها.
(وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّساءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ)
الى الزواج بل اجعلوا الزواج من الثانية حسب المصلحة أو الضرورة فقط.
فمثلا : إذا وجدتم أرملة تحتاج الى كنف الزوجية ، وليس لها من يتكفل بها فتزوّجوا منها ، أو إذا كان عدد النساء أكبر بكثير من الرجال لسبب أو لآخر ، مما يشكل مشكلة اجتماعية ـ لو لا تعدد الزوجات ـ وإذا كانت الزوجة الأولى عقيمة أو مريضة أو مسنة بحيث لا تستطيع الوفاء بحقوق الزوجية وهكذا.
أما في الحالات العادية التي يكون الزواج بالثانية شهوة جنسية بحتة أو تفنّنا في المتعة المجردة ، فان العاقبة المنتظرة هي إهمال إحداهما مما يشكل خرقا لحقوقها.
(فَتَذَرُوها كَالْمُعَلَّقَةِ وَإِنْ تُصْلِحُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللهَ كانَ غَفُوراً رَحِيماً)
أي أن الزواج بالثانية ليس حراما حتى ولو كان لمجرد المتعة أو الشهوة الجنسية ، ولكن بشرط الإصلاح الدائم للعلاقة بين الاثنتين معا ، وبشرط التقوى