وسألوا عن بعض الوسائل التي يحصلون بها على الطيبات ، فأجاب القرآن عن وسيلتين إحداهما : نموذج لوسائل الحيازة والاستفادة من الطبيعة ، ولكنه نموذج يثير الشك ويدعو الى التساؤل إذ أنه غريب على الطبيعة وهو صيد الكلب.
فهل يمكن استخدام الحيوانات في حيازة المباحات ، والكلب بالذات حيوان نجس ومكروه في الدين فهل تحل ذبيحته؟
وحين أجاب القرآن عن هذا التساؤل بالإيجاب تبين أن الطرق الاخرى التي قد تستخدم في حيازة المباحات طرق مشروعة (كاستخدام اليد أو الآلات الحادة كالسكين أو الحيوانات المحببة الاليفة وما أشبه)
والثانية : وسيلة من وسائل التعاون في الحياة ، وتبادل المنافع والتجارات وهي أيضا وسيلة قد يثأر حولها بعض التساؤلات :
هل يجوز التعامل التجاري مع أهل الكتاب أم لا؟
فلما أجاب القرآن بالإباحة تبيّن بالطبع حرية التجارة مع كافة المسلمين. هكذا خصصت هذه الآيات عن ضرورة التخلص من الرهبنة ، واتخاذ كل شيء حراما ، بل بالعكس كل شيء حلال ، حتى يتلى فيه نص صريح.
(وَما عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللهُ)
فهذا إرشاد بان تعليم الجوارح ليس فقط مباحا ، بل ومستحبا أيضا ، لأنه يساعد على رفاه الإنسان.
(فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللهِ عَلَيْهِ)