بيد ان هذه النعمة بحاجة الى ما يكرسها وهو الميثاق الذي تعهدنا مع الله في العمل به فمن دون الالتزام بالميثاق لا نقدر على الاستفادة من نعمة الرسالة.
(وَمِيثاقَهُ الَّذِي واثَقَكُمْ بِهِ إِذْ قُلْتُمْ سَمِعْنا وَأَطَعْنا)
لا بد ان نتذكر يوم الميثاق حتى لا نتصور أن نعمة الرسالة وما وراءها من نعم الحياة سوف تبقى لنا أزلية ، كلا ... انما تبقى لنا ما دمنا ملتزمين ـ نحن بدورنا ـ بالميثاق وذلك هو التقوى.
(وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ)
فأيّة نية لنقض الميثاق ترصد من قبل الله ، ويؤآخذ صاحبها عليه أخذا شديدا.
بنود الميثاق :
[٨] لهذا الميثاق بنود ثلاث :
الأول : العمل النشيط من أجل الله ، فعلينا ألا نتوانى عن تنفيذ واجباتنا الدينية ، أو مسئولياتنا الاجتماعية.
ان الله لا يحب الامة الكسولة المتخلفة التي لا تنشط في الحياة ، كما لا يحب الأمة التي تنشط لا من أجل الله بل من أجل مصالحها العدوانية. إن الله يريد منا ان نكون مجتمعا دائم الحركة والفعالية ولكن باتجاه الأهداف السامية ، وهذا معنى أن نكون كما قال الله :
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ)