الأرض؟! ومن هو الجدير بالالوهية الله أم المسيح بن مريم؟!
(وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما)
إن أحد الأسباب الرئيسية للكفر أو الشرك هو جهل عظمة الله ، وعدم معرفة سلطانه الواسع ، وملكوته العظيمة ، ولذلك كلما تحدث القران عن الشرك بين جانبا من قدرته لينتزع من قلب الإنسان أهم أسباب الشرك به.
(يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَاللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)
[١٨] وحين قالت النصارى : ان المسيح ابن الله ، أو إنه هو الله ، فإن دافعهم النفسي كان التملص من مسئوليتهم كبشر.
انهم قالوا : ان المسيح هو الله ، ونحن اتباعه المقربون اليه ، فهو لن يعذبنا ، بل سوف يقف حاجزا بين رب العرش وبيننا حتى لا نعذب بذنوبنا.
وهذه هي الضلالة الكبرى التي يقع فيها البشر ، فما ذا ترجو من بشر لا يرى نفسه مسئولة عن الخطيئات التي يرتكبها؟ أفترجو منه سوى الجريمة والعدوان؟
(وَقالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصارى نَحْنُ أَبْناءُ اللهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ)
انظر كيف ان الله فضحهم وأكذب أحدوثتهم رأسا ، وبلا مقدمات ، فلم يناقش مسألة أنهم أبناؤه أم لا ، بل ناقش قضية المسؤولية مباشرة فقال :
ان الهدف الذي تبغونه من وراء هذه الدعاوي هو الخلاص من مسئولية أعمالكم .. كلا .. إنكم مسئولون عنها ، وابسط دليل على ذلك مسئوليتكم في الدنيا عن أعمالكم. إن الواحد منكم يشرب الخمر فيسكر ويجرح نفسه ، أو