فمثلا في الإنجيل الذي كان فيه ـ كما في التوراة ـ هدى يهدي الناس الى سبل السلام كما كان فيه نور يثير دفينة العقل ، ويستجلى غبار الضمير ، ويبلور قيم الفطرة ، حتى يرى الناس بأنفسهم السبل التي هداهم إليها الله برسالاته.
(وَقَفَّيْنا عَلى آثارِهِمْ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ)
اي جعلناه يقفو ويتبع أثر الأنبياء ..
(مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْراةِ وَآتَيْناهُ الْإِنْجِيلَ فِيهِ هُدىً وَنُورٌ)
وهذا يدل على وحدة الرسالة الالهية ، وتكاملها مع الأنبياء وضرورة احترام أهل الكتاب وكان الإنجيل يحمل بين دفتيه تصديقا بما تقدمه من كتب وفيما بينها التوراة ، ويضرب الأمثال الواقعية ليتذكر الناس وليتعظوا وليعتبروا.
(وَمُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْراةِ وَهُدىً وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ)
إذا اتقى الفرد أو لا أقل أراد ان يكون بعيدا عن الشر استمع الى الموعظة واستفاد منها ، اما الشقي فانه يصم عن المواعظ.
[٤٧] وإذا كانت رسالات السماء واحدة مع اختلاف بسيط في التفاصيل التي بالرغم من اهميتها من الناحية التشريعية ، إلا أن الأحكام اللاحقة تنسخ الأحكام السابقة لأنها اولى بالظروف المتجددة وهي بالرغم من ذلك غير هامة ، إذا لا حظنا محتوى الرسالات وروحها التوحيدية ، واهدافها السامية من الاطارات والطقوس ، وكذلك إذا لا حظنا هذه الحقيقة وهي ان خضوع البشر لرسالات السماء يجعله يقترب شيئا فشيئا الى الايمان بها جميعا ، فمن امن واقعا