ثانية.
وإذا سقطت المرأة في أحضان الفاحشة فان عقوبتها التي ذكرها القرآن في هذه الآية هي حجزها في البيت ، لماذا؟
لأنها تجاوزت حدود البيت حين منحت الحرية ، فمن الطبيعي ان تعاد الى هذه الحدود جبرا ، ولأنها إذا تركت حرة بين الناس فان رجالا كثيرين قد يسقطون في أحضان الجريمة ولا يجدون دافعا قويا للزواج ، وبالتالي فان نساء كثيرات يحرمن من نعمة الزواج ، وأسر كثيرة تتحطم على صخرة الفاحشة.
من هنا فان الوسيلة الجيدة هي حجز المرأة الزانية في البيت.
(وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفاحِشَةَ مِنْ نِسائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِنْكُمْ فَإِنْ شَهِدُوا فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّى يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللهُ لَهُنَّ سَبِيلاً)
والتعبير القرآني يستخدم كلمتين (يأتين) و (استشهدوا) للدلالة على ان المرأة التي تعمل الفاحشة فعلا ، والتي تتعاطى في المجتمع هذه الجريمة على عين السلطة وسمعها ، انها مع ذلك لا تعاقب بمجرد وجود أدلة خفية على جرمها بل يجب ان تكون هناك أدلة ظاهرة ، فيستشهد عليها أربعة من المؤمنين أي يطلب منهم الأدلاء بشهاداتهم ليكون العقاب بعد حجة ظاهرة.
وهذا يفسر ضرورة توفر شهادة أربعة من الرجال في هذه الجريمة التي تعتبر عادة من الجرائم الخفية ـ خصوصا في أجواء المجتمع الاسلامي ، حيث ان شهادة هؤلاء انما هي ممكنة بحق المرأة المعلنة بالفاحشة ، واما التي تسقط مرة ثم تتوب فلا يمكن عادة ان يلاحظها أربعة من الشهود.
والسبيل الذي أشار اليه القرآن في نهاية الآية : (أَوْ يَجْعَلَ اللهُ لَهُنَّ سَبِيلاً) : هو