(لَقَدْ أَخَذْنا مِيثاقَ بَنِي إِسْرائِيلَ وَأَرْسَلْنا إِلَيْهِمْ رُسُلاً كُلَّما جاءَهُمْ رَسُولٌ بِما لا تَهْوى أَنْفُسُهُمْ فَرِيقاً كَذَّبُوا وَفَرِيقاً يَقْتُلُونَ)
عملية التكذيب للرسول هي قتل له لان أهم شيء عنده هي رسالته فلو أنها كذبت فكأنه قد قتل قتلا.
[٧١] وكان يزعم هؤلاء : أنّ قتل الأنبياء أو تكذيبهم سوف لا يخلف اثارا سلبيه عليهم ، فاندفعوا الى ذلك دون ان يبصروا الحقائق بأنفسهم أو يسمعوها من ذوي النصيحة.
(وَحَسِبُوا أَلَّا تَكُونَ فِتْنَةٌ فَعَمُوا وَصَمُّوا ثُمَّ تابَ اللهُ عَلَيْهِمْ ثُمَّ عَمُوا وَصَمُّوا كَثِيرٌ مِنْهُمْ وَاللهُ بَصِيرٌ بِما يَعْمَلُونَ)
ان الدعاة والمصلحين هم عيون الامة فاذا قتلوهم ، فكأنهم أعموا أعينهم ، وأذا أعمى الإنسان عينه ، فهل يعني ذلك ان الحقائق تزول ، أو تتغير لمجرد أنه لا يراها. كلا ، بل يعني انه سوف يتناقض معها ويدفع الثمن غالبا أمامك صخرة تراها عينك وتخبرك بذلك ولكنك بدل ان تصدق عينك وتنحرف عن الصخرة تغرز بمسمار في عينك فتعميها جزاء نصيحتها لك بما لا يرضاه غرورك وتكبرك وطغيانك ثم ماذا ، هل تنتهي المشكلة ـ كلا بل بالعكس بعد لحظات تجد نفسك وقد ارتطمت بالصخرة وتكسرت ساقك وتحطم رأسك ، كذلك فعل أهل الكتاب بأنبياء الله الذين أسروا إليهم النصح فقتلوا الناصحين ، وزعموا انّ ذلك يخلصهم ، مما يحذرهم الناصحون منه ، فاذا بهم يجدونها امامهم ، هنالك تاب فريق منهم ، ولكن توبة أكثرهم كانت وقتية ، إذ أنهم ما لبثوا أن عادوا الى عنادهم مرة اخرى.
ان هذا بعض اثار الكفر بالحق ، الذي مارسه اليهود ، وعلينا الا نتولى اليهود لهذا السبب.