قِسِّيسِينَ وَرُهْباناً وَأَنَّهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ)
هؤلاء كانوا يفتشون عن الحق ولكنهم لا يجدونه ... لذلك تجدهم لا يستكبرون على الحق إذا سمعوه وتوفرت لديهم فرصة الهداية.
[٨٣] (وَإِذا سَمِعُوا ما أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ ، تَرى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ ، مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِ)
ان تأثير الحق في النفوس الطيبة شديد بحيث يحرك كل المشاعر الخيرة فيها ، فتلتهب النفس إيمانا وشوقا ، وأملا ، وخشية ، وتتفجر العيون دموعا وبريقا ، وروعة وجمالا ، اما الألسن فهي الاخرى لا تستطيع ان تخفي المشاعر الجياشة.
(يَقُولُونَ رَبَّنا آمَنَّا فَاكْتُبْنا مَعَ الشَّاهِدِينَ)
انهم يخشون ان يفوتهم قطار المؤمنين لذلك يسارعون إلى الايمان ، ويدعون الله بان يحسبهم من المؤمنين.
[٨٤] والسبب الذي يدعوهم الى الأيمان انهم كانوا يبحثون سلفا عن الحق والصلاح. وان هدفهم في الحياة لم يكن تأليه ذواتهم ، والبحث عن العلو في الأرض ، والفساد ، (كما كان اليهود) كما لم يكن هدفهم الوصول الى شهواتهم العاجلة بالثروة والسلطة ، إنما كان هدفهم إصلاح أنفسهم وإرضاء ربهم ، فنياتهم كانت طيبة وقلوبهم نظيفة.
(وَما لَنا لا نُؤْمِنُ بِاللهِ وَما جاءَنا مِنَ الْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَنْ يُدْخِلَنا رَبُّنا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ)
انهم يهدفون الصلاح ويعرفون أن الوسيلة الى ذلك هو الايمان بالله وبالحق لذلك فهم يسارعون الى الوسيلة التي تحقق هدفهم.