والانفتاح عند النصارى ـ وبالذات عند علمائهم الأبرار ـ ولعدم الاستكبار عن الحق .. تراهم إذا سمعوا ايات الله الجديدة فاضت أعينهم بالدموع للتأثير الكبير الذي تخلفه آيات القرآن في أنفسهم.
ان بعض قساوة النصارى لا يستهدفون (كاحبار اليهود) الذهب والفضة ، بل ان منتهى تطلعهم تزكية الذات وإصلاح النفس ، لذلك حين يجدون وسيلة الى ذلك يتسارعون اليه.
بينات من الآيات :
أشد الناس عداوة وأقربهم مودة :
[٨٢] (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَداوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا)
اما اليهود فلأنهم تركوا الحق جانبا ، وتمحوروا حول ذواتهم ، فألهوا عنصر بني إسرائيل واعتبروه عنصرا مقدسا يدور معه الحق أنى دار ، وليس العكس ، ولذلك فهم لا يقيمون أنفسهم بمقياس الحق ، بل يقيمون الأفكار بمقياس ذواتهم ، لذلك فهم لا يمكن إلا ان يعادوا الذين آمنوا بالحق.
وأما المشركون ، فهم بدورهم تركوا الحق ، واتبعوا الهوى فعبدوا الثروة ، والسلطة ، وكل ما يرمز الى الثروة أو السلطة.
هؤلاء أيضا انحرفوا عن الحق ، عن سابق تصميم وبإصرار ، فهم أيضا يعادون المؤمنين.
(وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قالُوا إِنَّا نَصارى ذلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ