وهذه المعادلة تجعل النفس تندفع بسرعة هائلة الى الامام. إذ تجد انها بين قطبين متضادين بقوة ، فاما عقاب شديد واما مغفرة ورحمة فيصبح الإنسان وكأنه في معركة حاسمة تؤدي اما الى نصر مؤزر وإما الى هزيمة نكراء.
فكيف يكون اندفاع هذا الشخص وحذره وتحسسه بمسؤولياته وبالتالي تقواه؟!
من المسؤول :
[٩٩] وليس من الممكن ان يلقي الإنسان بمسؤولياته على الآخرين ، فمثلا يقول : ان الله ورسوله هو المسؤول عني ، وعن تربيتي وتزكيتي وهدايتي. كلا ، ان المسؤول الاول هو الإنسان نفسه ، اما الرسول فهو مسئول في حدود الدعوة فقط.
(ما عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلاغُ)
فاذا بلغ الدعوة الى الشخص فان مسئوليته قد انتهت ويبقى الإنسان مسئولا أمام الله.
(وَاللهُ يَعْلَمُ ما تُبْدُونَ وَما تَكْتُمُونَ)
[١٠٠] والناس فريقان ، طيب وخبيث ، وبينهما مسافة بعيدة وعلى المرءان يختار لنفسه أحد الفريقين ، ولكن ليعرف مسبقا ان الفريق الطيب هو الأفضل على رغم قلة ابنائه.
(قُلْ لا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ)
والتقوى هو زاد الإنسان للوصول الى مستوى الطيب فعلى الإنسان ان يتقي الله ويحتمل كل مسئولياته بوعي وحذر إذا كان عاقلا وإذا أراد السعادة.