أي ان الله ذو المغفرة الواسعة ، ومع ذلك لا يغفر للمشركين.
(وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللهِ فَقَدِ افْتَرى إِثْماً عَظِيماً)
بالرغم من ان الشرك كذب عظيم ، ولكنه في الواقع ممارسة عملية لهذا الكذب ، ولذلك فهو اثم عظيم ، من هنا تجد القرآن قد عبّر أولا بكلمة (افترى) (الدلالة) على الجانب النفسي والفكري في الكذب ، ثم عبّر (اثم) للدلالة على الجانب العملي منه.
الله مقياس الحق :
[٤٩] ومن صفات هؤلاء تزكية أنفسهم ، وجعلها مقياس الحق والباطل ، بينما الصحيح ، أن يجعل الإنسان ربه مقياسا لذلك ، فيقيم ذاته حسب قيم الله وأوامره.
(أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ بَلِ اللهُ يُزَكِّي مَنْ يَشاءُ)
والله عادل في تقييمه للبشر ، ولذلك يجب الّا يتدخّل البشر ذاته في هذا المجال خوفا من الحاق الظلم به.
(وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلاً)
أي بمقدار الخيط الموجود في شق نواة التمر.
[٥٠] وتزكية الذات هي افتراء على الله ، وادعاء عليه بأنه قد طهّر هؤلاء من الذنوب ، وعصمهم من الزلل.
وهؤلاء الخونة من علماء الدين لا يتورعون عن هذا الكذب ، وهو اثم واضح