خالد بن عبد الله القسري لبركته التي يقال لها : (البردى) (١) بفم الثقبة وأصل ثبير غيناء ، كانت حول [البركة](٢) مطروحة حتى نقلت حين بنى المهدي المسجد الحرام ، فوضعت حيث هي الساعة. واحتج في ذلك بأن النبي صلّى الله عليه وسلم لم يدخل مكة حتى أمر بجميع الأصنام فكسرت ومحى كل صورة ، ولم يبق أثرا من آثار المشركين إلا محي وطلس (٣). ومنها الباب الذي في دار القوارير ، كان شارعا على رحبة في موضع الدار ، وهو طاق واحد. ومنها باب النبي صلّى الله عليه وسلم وهو الباب الذي يقابل زقاق العطّارين ، وهو الزقاق الذي يسلك منه إلى بيت النبي صلّى الله عليه وسلم وهو البيت الذي كان تسكنه خديجة بنت خويلد ـ رضي الله عنها ـ / وهو بيت النبي صلّى الله عليه وسلم وهو طاق واحد. ومنها باب العباس بن عبد المطلب ـ رضي الله عنه ـ وهو الباب الذي عنده العلم الأخضر الذي يسعى منه من أقبل من المروة يريد الصفا ، وهو ثلاثة طيقان ، وفيه اسطوانتان.
فهذه الخمسة الأبواب التي عملها المهدي في زيادته الأولى ، فلما أن بنى المهدي المسجد الحرام زاد فيه زيادته هذه الأولى اتسع من أعلى المسجد وأسفله [و] شقه الذي يلي باب الندوة الشامي ، وضاق شقه اليماني الذي يلي الصفا والوادي ، فكانت الكعبة في شق المسجد ، وذلك أنّ الوادي كان داخلا لاصقا بالمسجد في بطن المسجد اليوم ، وكانت الدور وبيوت الناس من ورائه في موضع الوادي اليوم ، إنما كان موضعه دورا للناس ورباعا ، وإنما كان يسلك من المسجد إلى الصفا في بطن الوادي ، ثم يسلك في زقاق ضيّق حتى يخرج إلى الصفا من إلتفاف البيوت فيما بين المسجد والصفا ، وكان المسعى في موضع المسجد الحرام (٤).
__________________
(١) في إتحاف الورى (البردية).
(٢) في الأصل (الكعبة) والتصويب من الأزرقي.
(٣) (طلس) ، أي : طمس ، ومحى. النهاية ٣ / ١٣٢.
(٤) أنظر الأزرقي ٢ / ٧٨ ـ ٧٩.