آدم ـ عليهم السلام ـ بألفي عام. وانه لم يكن يهرب نبي من قومه ، إلا هرب إلى الكعبة ، فعبد الله ـ تعالى ـ فيها حتى يموت. وسمعنا أنّ حول الكعبة قبور ثلاثمائة نبي ، وأن قبر نوح ، وهود ، وشعيب ، وصالح ـ عليهم السلام ـ فيما بين الملتزم والمقام. وان ما بين الركن الأسود إلى الركن اليماني قبور سبعين نبيا. ثم ما أعلم من بلدة ضرب إليها جميع الأنبياء والمرسلين خاصة ما ضرب إلى مكة ، وما أعلم اليوم على وجه الأرض بلدة ترفع فيها الحسنات وأنواع البر لكل واحدة مائة ألف ما يرفع منها ، ثم ما أعلم بلدة يجد فيها من الأعوان على الخير بالليل والنهار ما يجد فيها ، ولنومك فيها بالليل ، وإفطارك بالنهار يوما واحدا في حرم الله ـ تعالى ـ أرجى وأفضل عندي من صيام الدهر وقيامه في غيرها. ثم ما أعلم يحشر من بلدة من الأنبياء والأبرار والفقهاء والزهاد والعبّاد والصالحين من الرجال والنساء ما يحشر منها. ويقال : إنهم يحشرون يوم القيامة وهم آمنون ، ثم ما أعلم أنه ينزل في بلدة من الدنيا كل يوم رائحة من الجنة وروحها ما ينزل بمكة. ويقال : إنّ بابا من أبواب الجنة مفتوح في المسجد الحرام لا يغلق إلى يوم القيامة. ثم ما أعلم ينزل ببلدة في كل يوم عشرون ومائة رحمة من رحمة رب العالمين إلا بمكة. ويقال : ذلك كلّه للطائفين.
يقال إنّ الله ـ عزّ وجلّ ـ / يستجيب الدعاء في خمسة عشر موضعا ، أولها : عند الملتزم الدعاء فيه مستجاب ، وعند الركن اليماني مستجاب ، وتحت الميزاب مستجاب ، وحول البيت في الطواف ، وخلف المقام ، وعلى الصفا ، وعند المسعى ، وعلى المروة ، وبمنى ، وبعرفات ، وفي الموقف ، وبجمع ، وعند الجمار ، يستجاب ذلك كله ، فذلك خمسة عشر موضعا ، فاغتنم يا أخي هذه المواضع التي ترجى فيها المغفرة ، واجتهد فيهن الدعاء ، فإنك إن خرجت منها ، ذهبت عنك بهذه المواضع كلّها ، فاعمل على ذلك.