فقال : ما لي لا أرى ابن أبي عمار زارنا؟ فأخبروه ، فدخل عليه ، فلما أراد أن ينهض استجلسه ، فقال : ما فعل حب فلانة؟ قال : في اللحم والدم والمخ والعصب والعظام ، قال وتعرفها؟ قال : وأعرف غيرها ، قال : قد ضممنا واحدة ، والله ما رأيتها. قال : فدعا بها فجاءت ترفل في الثياب والحلي ، فقال : هي هذه؟ قال : نعم. قال : خذ بيدها ، فقد وهبتها لك ، أرضيت؟ قال : إي والله وفوق الرضا. قال : لكني والله لا أرضى اعطيكها كيلا تغتم بك وتغتم بها ، احمل معها يا غلام مائة ألف درهم.
١٦٠٤ ـ حدّثنا أحمد بن عمرو بن جعفر ، عن مصعب بن عبد الله الزبيري ، عن محمد بن عبيد الله بن عبد الله بن أبي مليكة ، عن أبيه ، عن جده ، نحوا من الحديث الأول ، وزاد فيه : فقال ابن جعفر : أتعرف معلمتها؟ قال وكيف لا أعرفها ، وبصوت لها بليت؟! قال : وما هو؟ قال : سمعت سلامة تقول بصوت لها لم أسمع أحسن منه ، فأحببتها من أجل ذلك الصوت ، قال : أتحب أن تسمعه؟ قال : وكيف لي بذلك؟ لعله يسلّي عني بعض ما أجد. فقال عبد الله لعزّة ، ـ وعزة كانت معلمة تعلم الغناء ـ : أبرزي ، فبرزت ، وأخذت عودا فضربت به :
بانت سعاد وأمسى حبلها انقطعا
حتى أتمت صوتها ، فغشي عليه بعد شهيق شديد ، فقال ابن جعفر : أثمنا فيه ، الماء الماء ، فنضحوا على وجهه الماء ، فأفاق وهو واله العقل حيران كالسكران ، فأقبل عليه ابن جعفر ، فقال : أبلغ منك هذا حب فلانة؟ قال :
__________________
١٦٠٤ ـ إسناده ضعيف.
وأنظر الأغاني ٨ / ٣٣٥ ـ ٣٣٦ ، ٣٣٩ ، على تقديم وتأخير ، وحذف لبعض الأبيات.